تأتي البصرة تكون عادة من السفن الصغيرة التي لا تزيد حمولتها على المائة طن. ويقلل تطور الملاحة البخارية من فرص العمل للسفن الشراعية بشكل متزايد بحيث اخذ عدد السفن الشراعية التي تزور ميناء البصرة بالنتاقص بشكل ملحوظ اعتباراً من بداية القرن العشرين ، ويمكننا ان نلاحظ ذلك من الجدول المذكور اعلاه.
ان هذا الاسطول التجاري البخاري والشراعي الضخم دائب على حمل كل انواع البضائع الاجنبية الجاهزة ونصف الجاهزة والخام إلى البصرة الامر الذي يمكن هذا الميناء ، إلى جانب التصدير الذي يجري من خلاله والذي لا يقل اهمية عن الاستيراد ، من المشاركة بشكل متميز في التبادل التجاري القائم في الخليج الفارسي بحيث يمكن اعتبار البصرة ميناء الخليج الرئيس بفضل صلاحية شط العرب لسير السفن البحرية ، فقد بلغت نسبة مشاركة البصرة في تجارة الخليج في ١٩٠١ على مايذكره ويكهام (١) ٣٢% في حين كانت حصة بوشهر ٢٤% فقط وبندر عباس ٦% والمحمرة ٤%.
ان المكانة المتميزة التي تحتلها البصرة من حيث حجم الحركة التجارية بين موانيء الخليج الاخرى لا يمكن ان يكون سببها التسهيلات الملاحية المتوافرة فيها بالمقاومة مع تلك المواني ، فاذا ما كان على السفن التجارية المتوجهة إلى بوشهر وبندر عباس ان تفرغ حمولتها على بعد ميل أو ميل ونصف عن ساحل ، بسبب ضحالة المياة ، فان الترسبات تعيق الدخول إلى شط العرب الذي تقع عليه البصرة لدرجة كبيرة بحيث ان عمق المياة لا يكفي لسير السفن المحملة الا عندما يكون القمر هلالاً أو بدراً. ولهذا يتحتم على البواخر ، من اجل ان لا تضطر إلى توقف فيضيع
__________________
(١) Whaghaml, op. Cit. p. ١٤٧.