الجملة حيث تتمتع الليرة العثمانية بسعر ثابت هو اربعة وثلاثين قراناً صاغاً واربعة اعشار القران ، سيكون ثمانية وثلاثون قراناً صاغاً ونصف. اما النابليون الفرنسي فسيكون في ظل هذه الاسعار ذاتها معادلاً لثلاثين قراناً صاغاً أو أربعة وثلاثين قراناً ابيض وهكذا. وفضلاً عن ذلك توجد في البصرة وحدة نقدية وهمية اخرى لا وجود لها مثل القران الصاغ هي «الشامي» تجري بها كل الحسابات المتعلقة بتجارة التمور ولها سعر ثابت هو خمسة عشر شامياً لكل ليرة عثمانية أي شاميان وتسعة اعشار الشامي لكل مجيدي فضي علماً بأن كل شامي يتألف من ١٠ قروش يحوي كل منها بدوره ١٠ «دوكره». اما في التعامل مع البدو فيستخدم تالير ماريا ايريزا لان البدو يرفضون قبول أي عملة اخرى. واذا اضفنا إلى ذلك كله بانه الروبيات الهندية تكاد تكون العملة الاكثر رواجاً في البصرة بعد القران الفارسي ، نظراً لان كل تبادل تجاري ذي قيمة بين العراق والهند يجري بالروبية وان هذه العملة تجلب بكميات كبيرة من قبل الزوار القادمين من الهند إلى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء عن طريق البصرة ، سيتضح لنا تماماً ان التعقيد الموجود في البصرة في مجال تحويل النقود من عملة إلى اخرى لا يقل عنه في بغداد.
وليس هناك مايدهش ، مع وجود نظام العملة المعقد هذا في بغداد والبصرة ، في ان يدر العمل في شراء وبيع الكمبيالات والصكوك وغير ذلك من وثائق الديون المالية ارباحاً هائلة تكون مصدر الرفاه بالنسبة للصرافين المحليين من الاهالي بالدرجة الاولى. ونظراً لقلة حجم الاستيراد من اوربا إلى البصرة ولان فرع البنك العثماني الذي افتتح في البصرة في ١٨٩٤ اغلق في نهاية السنة ذاتها ، فقد ظلت اسعار التحويل الخارجي في البصرة حتى العقد الاول من القرن العشرين تابعة لبغداد حيث كان تجار البصرة يبحثون