اكثر من صعبة بسبب الضعف الشديد الذي كانت هذه الاقطار تعانيه نتيجة الاضطرابات السابقة وبالاخص نتيجة للاجتياح المغولي نفسه ، هذا بالاضافة إلى ان نظام الحكم نفسه لم يكن يساعد على توحيد ممتلكات الايلخانيين ذلك انه كان يقضي بان يترك لزعماء القبائل التصرف التام في المناطق المختلفة شرط ان يدفعوا الجزية ويقدموا المساعدة في حالة قيام الحرب. صحيح ان الايلخانيين ينتخبون البيكات أو القبائل في اجتماعات عامة ويلتزمون بان يكون هؤلاء من الايلخانيين حتماً لكن ذلك لم يكن يلغي امكانية الصراع بين مختلف احفاد مغول فارس هؤلاء. وبسبب من هذه الظروف مجتمعة كان من الطبيعي ان تبدأ المنازعات العائلية منذ عهد خلفاء خولاكو فلم يكد يمض نصف قرن على وفاة الايلخان الاول حتى بدأت القوى الانفصالية بالظهور في مناطق منفردة من دولته الواسعة.
ومع ذلك لم يعترض مجرى الحياة السلمي في ممتلكات الايلخانيين لهزات قوية ومستمرة حتى نهاية الربع الاول من القرن عشر. ولم نلاحظ طيلة هذا الوقت تغييرات جوهرية نحو الاحسن في وضع العراق ذلك ان الايلخانات الذي لم يتعودوا على المناخ الحار لم يكونوا يقضون في بغداد سوى فصل الشتاء اما في اشهر الصيف فينتقلون إلى تبريز ومراغا وفي الفترة المتأخرة كانوا يذهبون إلى السلطانية الواقعة بين قزوين وزنجان. ولهذا فان العراق في القسم الاغلب من السنة يحكم من قبل الولاة المغول ومساعديهم الفرس. وكان جل اهتمام هؤلاء يقتصر على انتظام ورود الأتاوات واداء الالتزامات المختلفة.
تغير الوضع بشكل حاد بعد موت الايلخان أبي سعيد في عام ١٢٣٥ م فقد سادت الاضطرابات السابقة التي قوضت قوة السلالتين البويهية والسلجوقية ، في دولة الايلخانيين ايضاً بقوة جديدة وادت خلال الخمسين