(الخروف الاسود) الذين كانوا قد استولوا في نهاية القرن الثالث عشر على جزء من ارمينيا والبلاد الواقع إلى جنوب من بحيرة وان وكانوا يسعون للاستيلاء على العراق. غير ان تركمان القرة قونيلو تحتم عليهم ان يتخلوا مؤقتاً عن محاولة السيطرة على العراق نظراً لان الجلائري كان اقوى منهم.
ان الموجة المغولية (١) الجديدة والتي اجتاحت العراق متمثلة بجحافل تيمور لنك أو تامرلاين كما يلفظه الاوربيون اجبرت الايلخان احمد بن اويس على الهرب إلى المماليك في مصر فادى ذلك إلى استسلام عاصمة الخلفاء العباسيين في عام ١٣٩٣ م إلى زعيم المغول الاعرج دون مقاومة. وفي السنة نفسها اخضع تيمورلنك انحاء العراق الاخرى باجمعها. غير انه ما ان عاد إلى سمرقند حتى اسرع الجلائري بالعودة إلى بغداد فدخلها مرة اخرى بمساعدة بدو الشام وزعيم تركمان القرة قونيلو قرة يوسف الذي اعترف بتبعيته لسلاطين مصر. ولكن تيمور لم يمنح احمد بن اويس اكثر من اربع سنوات من الهدوء فقد تحرك مرة اخرى نحو بغداد واجبر الاليكان وحليفه قره يوسف على الهرب فلجأ الاثنان إلى بايزيد سلطان الاتراك العثمانية الذين كان شأنهم حتى ذلك الوقت قد اخذ بالارتفاع. وقد ظهر ان الوالي الذي تركه احمد بن اويس لحكم بغداد شخص يتميز بشجاعة فائقة لذا فانه رفض ان يسمح للفصيل الذي ارسله تيمور لاعادة احتلال عاصمة العباسيين السابقة بدخول المدينة. وقد اغضبت هذه الفلتة الجريئة زعيم المغول المخيف فقدم بنفسه إلى بغداد وظهر تحت اسوارها
__________________
(١) الحقيقة ان تيمور لنك ينتمي إلى قبيلة كانت قد تتركت فابتعدت عن اصلها المغولي. ويبدو ان المؤلف يأخذ باصلها المغولي فيعد موجة تيمور لنك موجة مغولية. (المترجم).