الفصل السابع
تميز ظهور الشاه اسماعيل مؤسس السلالة الصفوية على المسرح التاريخي بانبعاث فارس التي كانت قد جردت ، منذ سقوط الساسانيين من وجودها ونظامها السياسي القومي ذلك ان اياً من السلالات التي قامت هناك لم تستطع ان توحد اجزاء ايران المنفصلة في دولة موحدة واحدة.
وقد حقق الشاه اسماعيل ذلك فاستطاعت فارس خلال فترة حكمه ان تحتل ، بين دول العالم في القرن السادس عشر الميلادي ، مكانها المحدود الذي احتفظت به حتى وقتنا الحالي (١).
ينتمي هذا العاهل الذي أمن لفارس كياناً سياسياً راسخاً إلى احفاد الشيخ اسحاق الملقب بصفي الدين والذي عاش في النصف الاول من القرن الرابع عشر في مدينة اردبيل في اقليم اذربيجان وارتقى إلى منزلة الاولياء بسبب حياة الصلاح والتقى التي كان يحياها بحيث اصبح قبره الموجود في المسجد القائم هناك موضوعاً للتقديس. وكان اتباع ومريدو هذا الشيخ ينتمون إلى سبع قبائل تركمانية كانت قد استقرت منذ نهاية القرن الثالث عشر في ضواحي اردبيل والفت تحت رئاسة احفاد صفي الدين شيئاً ما اشبه بالاخوة الدينية عرفت باسم الطريقة الصفوية أو
__________________
(١) أي بداية القرن العشرين فالكتاب مطبوع عام ١٩١٢. (المترجم).