ممتلكاتهم الاسيوية إلى حدودها الطبيعية في الجنوب أي إلى الخليج الفارسي.
بالاضافة إلى ذلك اصبحت السيطرة على العراق ضرورية بالنسبة للسلاطين الاتراك بعد ان اتخذ السلطان سليم بعد استلائه على مصر في ١٥١٧ م لقب «خليفة» (١) وذلك باجبار المتوكل بن امريل حكيم (٢) اخر خلفاء العباسيين الذين اتى به معه من القاهرة على التخلي له عن هذا اللقب والتنازل له عن جميع الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها رئيس العالم الاسلامي والمرتبطة بلقب «خليفة رسول الله».
وبعد ان اصبح السلاطين الاتراك بهذا الشكل ورثة للخلفاء العباسيين اصبح من الطبيعي ان يعتبروا بغداد العاصمة السابقة لهؤلاء ملكاً لهم وان ينظروا إلى الفرس الذين كانوا يسيطرون على هذه المدينة نظرتهم لمغتصبين كان العباسيون انفسهم يلاحقوهم ويضطهدونهم هذا في حين ان انتقال جنوب العراق باماكنه الشيعية المقدسة إلى سلطة الدولة العثمانية السنية كان بالنسبة لفارس امراً غير مرغوب ليس فقط بالمعنى السياسي وانما من وجهة النظر الدينية ايضاً باعتباره حدثاً يعني توقف الوصول الحر إلى تلك الاماكن المقدسة.
وهكذا تجدد تحت ستار النزاع امتلاك جنوب العراق من حيث الجوهر ، الصراع القديم بين السنة والتشيع مع اختلاف واحد وهو ان خصوم الفرس الشيعة اصبحوا في هذه المرة الخلفاء ـ العثمانيين بدلاً من الخلفاء العرب. وكان هذا الصراع سجالاً لان فارس لم تترك أي فرصة
__________________
(١) انظر هامشنا حول هذا الامر في الصفحة ٨٥ من الجزء الاول (المترجم).
(٢) انظر هامشنا حول هذا الاسم في الصفحة ٨٥ من الجزء الاول. (المترجم).