مناسبة لانتزاع العراق من الدولة العثمانية الا وانتهزتها. كما ان هذه الاخيرة كانت تتمسك بدورها بقوة بهذه المنطقة وتحرص على حمايتها من تطاولات فارس على الرغم من صعوبة الصراع الذي زاده تعقيداً سعي القبائل العربية المحلية إلى التحرر القومي والاستقلال ، فضلاً عن ضرورة اخذ مصالح الدول الاوربية المختلفة بعين الاعتبار هذه الدول التي مدت جذوراً لها في هذه المنطقة والتي كان يعادي بعضها بعضاً بسبب المزاحمة والمنافسة التجارية.
انتقل جنوب العراق إلى الدولة العثمانية لاول مرة في عهد سليمان الاول ابن وخليفة اول خليفة من البيت العثماني ونعني السلطان سليم الذي منعه موته المبكر من تحقيق طموحه بالاستيلاء على ارث العباسيين بغداد. فقد تكونت ظروف ملائمة ساعدت حاكم الدولة العثمانية الجديد على تحقيق هذا الطموح ، ذلك ان تبدلاً في الحكم حصل في فارس فقد ارتقى عرشها بعد الشاه اسماعيل مؤسس قوة فارس الذي توفي في ١٥٢٤ م ، الشاه طهماسب وكان عمره عشر سنوات فاستغل زعماء القبائل الايرانية الفترة التي كان فيها صغير السن وانشغلوا بتصفية حساباتهم مع بعضهم الامر الذي قاد الدولة إلى فوضى تامة ولم تلبث آثار الاضطراب الداخلي ان امتدت إلى الولايات الفارسية النائية فثارت فيها النزاعات الانفصالية التي كان من نتيجتها ان اعرب عامل اذربيجان عن استعداده للتحول إلى جانب السلطان ، في حين كان حاكم بغداد الفارسي اكثر حسماً من ذلك حين ارسل إلى اسطنبول مفاتيح المدينة التي اؤتمن عليها.
دفعت هذه الحقائق السلطان سليمان إلى ان يعجل بالمسير إلى العراق فقاد قواته بنفسه في ربيع ١٥٣٤م ولكنه لم يتوجه إلى بغداد مباشرة بل جعل طريقه اليها عبر تبريز لاعتقاده بان سقوط هذه الاخيرة سيؤدي