إلى استسلام عاصمة العباسيين السابقة. وقد تحققت توقعات السلطان هذه كلية اذ ما ان وصل خبر استيلاء العثمانيين على مدينة اذربيجان الرئيسة إلى قومندان بغداد محمد بيك الذي حل محل حاكمها الخائن السابق ، حتى اسرع باخلاء المدينة دون قتال فدخلها الحاكم العثماني منتصراً دون قتال. واستغل سليمان فترة مكوثة في بغداد وقد استمرت نصف عام تقريباً لاعادة تنظيم المنطقة التي استولى عليها وفق المنط العثماني فقسمها إلى اقطاعات وادخل اليها الادارة العثمانية. ولم ينس السلطان باعتباره سنياً حقيقياً شركاءه في المعتقد الذين لم يكونوا يتمتعون في فترة السيطرة الفارسية في بغداد باي اعتبار ، فعمد من اجل ان يرفع شأن السنة إلى اعادة تعمير المسجد الذي يضم رفاة ابي حنيفة مؤسس المذهب السني الذي يدين به الاتراك (١).
وبعد ان انهى سليمان ذلك كله غادر عائداً ينفس الطريق السابق عبر كردستان واذربيجان دون ان يحتل جنوب العراق وعاصمته البصرة. لقد خضعت البصرة للدولة العثمانية باختيارها بعد احتلال بغداد باربع سنوات أي في ١٥٣٨م وذلك عندما ارسل حاكم البصرة العربي الشيخ راشد ابنه إلى اسطنبول خصيصاً لكي يسلم سليمان مفاتيح المدينة. ويعود السبب في خطوة الشيخ راشد هذه بدرجة كبيرة إلى خشيته من وقوع البصرة في وزة البرتغاليين الذين استطاعوا حتى ذلك الوقت ان يبسطوا سيطرتهم على البحار الهندية بل وعلى الخليج الفارسي ايضاً حين استولوا على هرمز في ١٥١٥م واخذوا يتفرقون بالتدريج على العرب الذين كانوا قبل ذلك اسياد مياه ذلك الخليج دون منازع. وهكذا توحد العراق الجنوبي باجمعه
__________________
(١) De Hammer, Op. Cit. II, P. ٢٣