بتوسيع سلطته لتشمل المسلمين الهنود كما اراد الاستحواذ على تجارة الهند المربحة. لقد تولدت الخطط عند سليمان بعد ان اصبح للدولة العثمانية بفضل استيلائها على العراق خلال ١٥٣٤ - ١٥٣٨م منفذ إلى الخليج الفارسي أي انها اصبحت تجاور الهند وتتواجد على الطريق البحري المؤدي إلى هذه الاخيرة وهو الطريق الذي كان العرب باعتبارهم وسطاء للتبادل التجاري بين الهند واوربا يسيطرون عليه حتى نهاية القرن الخامس عشر. وكانت العقبة الرئيسية التي تقف امام تحقيق هذه الخطط المغرية تتمثل في البرتغاليين الذين كان سلطان المماليك قانصوة الغوري (١٠٥١ - ١٥١٦) قد حاربهم في البحر الاحمر دون ان يحالفه النجاح.
اخذ حكام الهند المسلمون انفسهم يدعون سليمان للنضال ضد البرتغاليين في المياه الهندية اعتباراً من عام ١٥٣٩م حين وصلت إلى اسطنبول سفارة ارسلها لهذا الغرض بهادر شاه حاكم كوجرات (١). ولم يتردد السلطان الذي كان يتحرق طموحاً للدخول في صراع مع البرتغاليين على جميع الجهات. لقد انتهى نزاعه معهم في الهند بالفشل. اما في البحر الاحمر فقد كان الصراع سجالاً وطال إلى درجة ان سليمان ركز امله في توجيه الضربه اليهم على الخليج الفارسي الذي كان العثمانيون يملكون فيه قاعدة بحرية وحيدة هي البصرة التي ازدادت اهميتها لهذا السبب بشكل كبير جداً. وكان مما اثر في انتقال الصراع إلى الخليج الفارسي ايضاً طابع التحدي الذي تميز به نشاط البرتغاليين الذين لم يكتفوا باحتلال مسقط في عام ١٥٠٨ م وجزيرة هرمز ١٥١٥م بل عمدوا في نفس الوقت الذي سيطر فيه العثمانيون على العراق تقريباً إلى استيلاء على جميع ساحل الخليج في
__________________
(١) G. R. Low, History of the Indian Navy. Vol. ١, (London, ١٨٧٧), PP. ١٨, ٣٦.