التناقض
قلنا في التمهيد : ان کثيرا ما تمس الحاجة الى الاستدلال على قضية ليست هي نفس القضية المطلوبة. ولکن العلم بکذبها يلزمه العلم بصدق القضية المطلوبة او بالعکس عندما يکون صدق احداهما يلزم کذب الاخري.
والقضيتان اللتان لهما هذه الصفة هما القضيتان المتناقضتان فاذا أردت مثلا أن تبرهن على صدق القضية (الروح موجودة) مع فرض انک لا تتمکن على ذلک مباشرة فيکفي ان تبرهن على کذب نقيضها وهو (الروح ليست موجودة) فاذا علمت کذب هذا النقيض لا بد أن تعلم صدق الاولي لان النقيضين لا يکذبان معا. واذا برهنت على صدق النقيض لا بد أن تعلم صدق لان النقيضين لا يکذبان معا. واذا برهنت على صدق النقيض لا بد ان تعلم کذب الاولي لان النقيضين لا يصدقان معا.
وربما يظن أن معرفة نقيض القضية أمر ظاهر کمعرفة نقائض المفردات کالانسان واللانسان التي يکفي فيها الاختلاف بالايجاب والسلب. ولکن الامر ليس بهذه السهولة اذ يجوز أن تکون الموجبة والسالبة صادقتين معا مثل : بعض الحيوان انسان وبعض الحيوان ليس بانسان. ويجوز أن تکونا کاذبتين معا مثل : کل حيوان انسان ولا شيء من الحيوان بانسان.
وعليه لا غنى للباحث عن الرجوع الى قواعد التناقض المذکورة في علم المنطق لتشخيص نقيض کل قضية
قد عرفت فيما سبق المقصود من التناقض الذي هو أحد أقسام التقابل ولنضعه هنا بعبارة جامعة فنية في خصوص القضايا فنقول (تناقض القضايا :