اختلاف في القضيتين يقتضي لذاته أن تکون احداهما صادقة والاخري کاذبة).
ولا بد من قيد (لذاته) في التعريف لانه ربما يقتضي اختلاف القضيتين تخالفهما في الصدق والکذب ولکن لا لذات الاختلاف بل لامر آخر مثل : کل انسان حويان ولا شيسء من الانسان بحيوان فانه لما کان الموضوع أخص من المحمول صدقت احدي الکليتين وکذبت الاخري. أما لو کان الموضوع أعم من المحمول لکذبا معا نحو کل حيوان انسان ولا شيء من الحيوان بانسان کما تقدم.
ونعني بالاختلاف الذي يقتضي تخالفهما في الصدق هو الاختلاف الذي يقتضي ذلک في أية مادة کانت القضيتان ومهما کانت النسبة بين الموضوع والمحمول کالاختلاف بين الموجبة الکلية والسالبة الجزئية.
شروط التناقض
لا بد لتحقق التناقض بين القضيتين من اتحاد هما في أمور ثمانية واختلافهما في أمور ثلاثة :
الوحدات الثمان :
تسمي الامور التي يجب اتحاد القضيتين المتناقضتين فيها (الوحدات الثمان) وهي ما يأتي :
١ ـ (الموضوع) فلو اختلفا فيه لم يتناقضا مثل : العلم نافع الجهل ليس بنافع.
٢ ـ (المحمول) فلو اختلفا فيه لم يتناقضا مثل : العلم نافع العلم ليس بضار.
٣ ـ (الزمان) فلا تناقض بين «الشمس مشرقة» أي في النهار وبين «الشمس ليست بمشرقة» أي في الليل.
٤ ـ (المکان) فلا تناقض بين «الارض مخصبة» أي في الريف وبين «الارض ليست بمخصبة» أي في البادية.