(انه صناعة علمية يقتدر معها حسب الامکان على اقامة الحجة من المقدمات المسلمة على أي مطلوب يراد وعلى محافظة أي وضع يتفق على وجه لا تتوجه عليه مناقضة).
وإنما قيد التعريف بعبارة (حسب الامکان) فلاجل التنبيه على أن عجز المجادل عن تحصيل بعض المطالب لا يقدح في کونه صاحب صناعة کعجز الطبيب مثلا عن مداواة بعض الامراض فانه لا ينفي کونه طبيبا.
ويمکن التعبير عن تعريف الجدل بعبارة أخري کما يلي :
(الجدل صناعة تمکن الانسان من اقامة الحجج المؤلفة من المسلمات أو من ردهاحسب الارادة ومن الاحتراز عن لزوم المناقضة في المحافظة على الوضع).
ـ ٥ ـ
فوائد الجدل
مما تقدم تظهر لنا الفائدة الاصلية من صناعة الجدل ومنفعتها المقصودة بالذات وهي أن يتمکن المجادل من تقوية الآراء النافعة وتأييدها ومن إلزام المبطلين والغلبة على المشعوذين وذوي الآراء الفاسدة على وجه يدرک الجمهور ذلک. ولهذه الصناعة فوائد أخر تقصد منها بالعرض نذکر بعضها :
١ ـ رياضة الاذهان وتقويتها في تحصيل المقدمات واکتسابها اذ يتمکن ذو الصناعة من ايراد المقدمات الکثيرة والمفيدة في کل باب ومن اقامة الحجة على المطالب العلمية وغيرها.
٢ ـ تحصيل الحق واليقين في المسألة التي تعرض على الانسان فانه بالقوة الجدلية التي تحصل له بسبب هذه الصناعة يتمکن من تأليف المقدمات لکل من طرفي الايجاب والسلب في المسألة. وحينئذ بعد الفحص عن حال کل منهما والتأمل فيهما قد يلوح الحق له فيميز أنه في أي طرف منهما ويزيف الطرف الآخر الباطل.
٣ ـ التسهيل على المتعلم المبتديء لمعرفة المصادرات في العلم الطالب له