(ثانيا) ان يکون لسنا منطقيا يستطيع أن يجلب انتباه الحاضرين وانظارهم نحوه ويحسن ان يثير اعجابهم به وتقديرهم لبراعته الکلامية.
(ثالثا) ان يتخير الالفاظ الجزلة الفخمة ويتجنب العبارات الرکيکة العامية ويتقي التمتمة والغلط في الالفاظ والاسلوب للسبب المتقدم.
(رابعا) ألا يدع لخصمه مجال الاستقلال بالحديث فيستغل اسماع الحاضرين وانتباههم له لان استغلال الحديث في الاجتماع مما يعين على الظهور على الغير والغلبة عليه.
(خامسا) ان يکون متمکنا من ايراد الامثال والشهواهد من الشعر والنصوص الدينية والفلسفية والعلمية وکلمات العظماء والحوادث الصغيرة الملائمة. وذلک عند الحاجة طبعا. بل ينبغي ان يکثر من ذلک ما وجد اليه سبيلا فانه يعينه کثيرا على تحقيق مقصوده والغلبة على خصمه. والمثل الواحد قد يفعل في النفوس ما لا تفعله الحجج المنطقية من الانصياع اليه والتسليم به.
(سادسا) ان يتجنب عبارة الشتم واللعن والسخرية والاستهزاء ونحو ذلک مما يثير عواطف الغير ويوقظ الحقد والشحناء. فان هذا يفسد الغرض من المجادلة التي يجب ان تکون بالتي هي أحسن.
(سابعا) ألا يرفع صوته فوق المألوف المتعارف فان هذا لا يکسبه الاضعفاً ولا يکون الا دليلا على الشعور بالمغلوبية بل الذي يجب عليه ان يلقي الکلام قوي الاداء لا يشعر بالتردد والارتباک والضعف والانهيار وان اداه بصوت منخفض هاديء فان تأثير هذا الاسلوب اعظم بکثير من تأثير أسلوب الصياح والصراخ.
(ثامنا) ان يتواضع في خطاب خصمه ويتجنب عبارات الکبرياء والتعاظم والکلمات النابية القبيحة.
(تاسعا) ان يتظاهر بالاصغاء الکامل لخصمه ولا يبدأ بالکلام الا من حيث ينتهي من بيان مقصوده فان الاستباق الى الکلام سؤالا وجوابا قبل ان يتم خصمه