ويمکن فتح البحث فيها بأسلوب آخر من التقسيم بأن نقول :
الخطابة تشتمل على عمود واعوان. ثم الاعوان على قسمين اما بصناعة وحيلة واما بغير صناعة وحيلة. والاول وهو ما کان بصناعة وحيلة ويسمي (استدراجات) فعلي ثلاثة اقسام : استدراجات بحسب القائل او بحسب القول أو بحسب المستمع. والثاني هوما کان بغير صناعة وحيلة يسمي (نصرة) و(شهادة). وهي الشهادة على قسمين شهادة قول وشهادة حال. فهذه سنة أقسام :
١ ـ العمود.
٢ ـ استدراجات القائل.
٣ ـ استدراجات بحسب القول.
٤ ـ استدراجات بحسب المستمع.
٥ ـ شهادة القول.
٦ ـ شهادة الحال.
فهذه الستة هي بالاخير تکون أجزاء الخطابه فينبغي البحث عنها واحدة واحدة
ـ ٥ ـ
العمود
(العمود) وقد تقدم معناه يتألف من المظنونات او المقبولات أو المشهورات أو المختلفة بينها. وقد سبق شرح هذه المعاني تفصيلا في مقدمة الصناعات الخمس فلا نعيد.
واستعمال (المشهورات) في الخطابة باعتبار مالها من التأثير على السامعين في الاقناع. ولذا لا يعتبر فيها الا أن تکون مشهورات ظاهرية وهي التي تحمد في باديء الرأي وان لم تکن مشهورات حقيقية. وبهذا تفترق الخطابة عن الجدل اذ الجدل لا يستعمل فيه الا المشهورات الحقيقية. وقد سبق ذلک في الجدل.
وقلنا هناک : «ان الظاهرية تنفع فقط في صناعة الخطابة» وانما قلنا ذلک فلأن