١ ـ اخفاء عدم الصدق الکلي فيها مثل أن يقول : «فلان يکف غضبه عن الناس فهو محبوب» فانه لو صرح بالکبري وهي «کل من کف غضبه عن الناس هو محبوب لهم» ربما لا يجدها السامع صادقة صدقا کليا وقد يتنبه بسرعة الى کذبها اذ قديعرف شخصا معينا متمکنا من کف غضبه ومع ذلک لا يحبه الناس.
٢ ـ تجنب ان يکون بيانه منطقيا وعلميا معقداً فلا يميل اليه الجمهور الذي من طبعه الميل الى الصور الکلامية الواضحة السريعة الخفيفة. والسر ان ذکر الکبري يصبغه بصبغة الکلام المنطقي العلمي الذي ينصرف عن الاصغاء اليه الجمهور. بل قد يثير شکوکهم وعدم حسن ظنهم بالخطيب أو سخريتهم به.
٣ ـ تجنب التطويل فان ذکر الکبري غالبا يبدو مستغنيا عنه والجمهور اذا أحس ان الخطيب يذکر مالا حاجة الى ذکره أو يأتي بالمکررات يسرع اليه الملل والضجر والاستيحاش منه. وقد يؤثر فيه ذلک انفعالا معکوسا فيثير في نفوسهم التهمة له في صدق قوله. فلذلک ينبغي للخطيب دائما تجنب زيادة الشرح والتکرار الممل فانه يثير التهمة في نفوس المستمعين وشکوکهم في قولهم وضجرهم منه.
وبعد هذا فلو اضطر الخطيب الى ذکر الکبري کما لو کان حذفها يوجب ان يکون خطابه غامضا فينبغي ان يوردها مهملة حتي لا يظهر کذبها لو کانت کاذبة وألا يوردها بعبادة منطقية جافة.
وصنعة الخطابة تعتمد کثيرا على المقدرة في ايراد الضمير أو اهمال الکبري فمن الجميل بالخطيب أن يراقب هذا في خطابه. وهذا ما يحتاج الى مران وصنعة وحذق والله تعالي قبل ذلک هو المسدد للصواب الملهم للمعرفة
ـ ١٦ ـ
التمثيل
سبق ان قلنا في الفصل ١٤ : ان الخطابة تعتمد على القياس والتمثيل. وفي الحقيقة تعتمد على التمثيل أکثر نظرا الى انه اقرب الى أذهان العامة وأمکن في