نفوسهم. وهو في الخطابة يقع على انحاء ثلاثة :
١ ـ أن يکون من اجل اشتراک الممثل به مع المطلوب في معني عام يظن انه العلة للحکم في الممثل به. وهذا النحو هو التمثيل المنطقي الذي تقدم الکلام فيه آخر الجزء الثاني.
٢ ـ ان يکون من أجل التشابه في النسبة فيهما کما يقال مثلا : کلما زاد تواضع المتعلم زادت معارفه بسرعة کالارض کلما زاد انخفاضها انحدرت اليها المياه الکثيرة بسرعة.
وکل من هذين القسمين قد يکون الاشتراک والتشابه في النسبة حقيقة وقد يکون بحسب الرأي الواقع کقوله تعالي : «مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها کمثل الحمار يحمل اسفارا» أو کقوله تعالي : «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله کمثل حبة انبتت سبع سنابل في کل سنبلة مائة حبة ...».
وقد يکون بحسب رأي يظهر ويلوح سداده لاول وهلة ويعلم عدم صحنه بالتعقيب کقول عمر بن الخطاب يوم السقيفة : «هيهات لا يجتمع اثنان في قرن». والقرن بالتحريک الحبل الذي يقرن به البعيران قال ذلک ردا على قول بعض الانصار : «منا امير ومنکم أمير» بينما أن هذا القائل غرضه ان الامارة مرة لنا ومرة لکم لا على ان يجتمع أميران في وقت واحد حتي يصح تشبيهه باجتماع اثنين في قرن. على انه أية استحالة في الممثل به وهو أن يجتمع بعيران في حبل واحد يقرنان به لو أراد هذا القائل اجتماع اميرين في آن واحد فالاستحالة في الممثل نفسه لا في المثل به.
٣ ـ ان يکون التمثيل بحسب الاشتراک بالاسم فقط وقد ينطلي هذا أمره على غير المتنبه المثقف. وهو مغالطة ولکن لا بأس بها في الخطابة حيث تکون مقنعة وموجبة لظن المستمعين بصدقها.
مثاله أن يحبب الخطيب شخصا ويمدحه لان شخصا آخر محبوب ممدوح له هذا الاسم. أو يتشاءم من شخص ويذمه لان آخر له اسمه معروف بالشر والمساويء.