ـ ٤ ـ
موضوع هذه الصناعة وموادها
ليس موضوع هذه الصناعة محدودا بشيء خاص بل تناول کل ما تتعلق به صناعة البرهان والجدل : فموضوعاتها بازاء موضوعاتهما ومسائلها بازاء مسائلهما بل ان مباديها بازاء مباديهما أي ان مباديها مشابهة لمباديهما.
غير أن هاتين الصناعتين حقيقيتان وهذه صورية ظاهرية لان المشابهة بحسب الرواج والظاهر کما قلنا سابقا من جهة ضعف قوة التمييز والقصور الذهني.
ومواد هذه الصناعة هي المشبهات والوهميات على ما بيناه في مقدمة الصناعات. والوهميات من وجه داخلة في المشبهات باعتبار التوهم فيها أن المعقولات لها حکم المحسوسات
ـ ٥ ـ
اجزاء هذه الصناعة
ولهذه الصناعة جزءان کالجزءين في صناعة الخطابة : (احدهما) کالعمود في الخطابة وهي القضايا التي بذاتها تقتضي المغالطة وهي نفس التبکيت ولنسمها : (اجزاء الصناعة الذاتية).
(ثانيهما) کالاعوان في الخطابة وهي ما تقتضي المغالطة بالعرض وهي الامور الخارجة عن التبکيت کالتشنيع على المخاطب وتشويش افکاره باخجاله والاستهزاء به ونحو ذلک مما سيأتي. ولنسمها : (اجزاء الصناعة العرضية).
وقد عقدنا المبحث الثاني الآتي في الاجزاء الذاتية والمبحث الثالث في الاجزاء العرضية :
* * *