فمن الواجب على من أراد الاشتغال بالحقائق لئلا يرتطم هو والمشتغل معه في المشاکل أن يفرغ مفردات مقاصده في قالب سهل من التحديد والشرح فيحفظ ما يدور في خلده من المعني في آنية من الالفاظ وافية به لا تفيض عليها جوانبها لينقله الى ذهن السامع أو القاريء کما کان مخزوناً في ذهنه بالضبط. وعلى هذا الاساس المتين يبني التفکير السليم.
ولأجل أن يتغلب الانسان على قلمه ولسانه وتفکيره لا بد له من معرفة اقسام التعريف وشروطه وأصوله وقواعده ليستطيع أن يحتفظ في ذهنه بالصور الواضحة للاشياء اولاً وان ينقلها الى أفکاره غير صحيحة ثانياً ... فهذه حاجتنا لمباحث التعريف.
اقسام التعريف
التعريف حد ورسم
الحد والرسمتام وناقص.
سبق ان ذکرنا (التعريف اللفظي). ولا يهمنا البحث عنه في هذا العلم لانه لا
ينفع الا لمعرفة وضع اللفظ لمعناه فلا يستحق اسم التعريف الا من باب المجاز والتوسع. وانما غرض المنطقي من (التعريف) هو المعلوم التصوري الموصل الى مجهول تصوري الواقع جواباً عن (ما) الشارحة أو الحقيقية. ويقسم الى حد ورسم وکل منهما الى تام وناقص.
١ ـ الحد التام
وهو التعريف بجميع ذاتيات المعرّف (بالفتح) ويقع بالجنس والفصل القريبين لاشتمالهما على جميع ذاتيات المعرف فاذا قيل : ما الانسان؟
فيجوز أن تجيب أولاً بأنه : (حيوان ناطق). وهذا حد تام فيه تفصيل ما أجمله اسم الانسان ويشتمل على جميع ذاتياته لأن مفهوم الحيوان ينطوي فيه