[كُتب الإمام (عليه السّلام) إلى أهل البصرة]
كتب الحسين (ع) مع مولى لهم ، يقال له : سليمان (١) بنسخة [واحدة] إلى
_________________
أمّا بعد ، فإنّه كُتب إليّ شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أنّ ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع لشقّ عصا المسلمين ، فسرْ حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي أهل الكوفة فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتّى تثقفه ، فتوثقه أو تقتله أو تنفيه ، والسّلام.
فأقبل مسلم بن عمرو حتّى قدم على عبيد الله بالبصرة ، فأمر عبيد الله بالجهاز والتهيّؤ والمسير إلى الكوفة من الغد ٥ / ٣٥٧.
وروى بسنده عن عمّار الدهني (٣) عن أبي جعفر الباقر (عليه السّلام) :
«فدعا مولى له يقال له : سرجون ـ وكان يستشيره ـ فأخبره الخبر ، فقال له : أكنت قابلاً من معاوية لو كان حيّاً؟ قال : نعم. قال : فاقبل منّي ، فإنّه ليس للكوفة إلاّ عبيد الله بن زياد ، فولّها إيّاه وكان يزيد عليه ساخطاً ، وكان همّ بعزله عن البصرة ـ فكتب إليه برضائه وأنّه ولاّه الكوفة مع البصرة ، وكتب إليه أنْ يطلب مسلم بن عقيل فيقتله إنْ وجده» ٥ / ٣٤٨.
(١) اختلفوا في اسم رسول الحسين (عليه السّلام) هذا إلى البصرة بكتابه ، فهو : هنا سليمان ، وكذلك في
_________________
٥ / ٢٢٨ ، ثمّ سكن الشام فكان بصريّاً شاميّاً ، ورجع من الشام إلى البصرة بكتاب يزيد إلى ابن زياد ، ثمّ معه إلى الكوفة ، وتكلّم مع هانئ بن عروة إذ أدخل على ابن زياد ليسلّم إليه مسلم بن عقيل (عليه السّلام) ٥ / ٣٦٦ ، وشتم مسلم بن عقيل حين انتهائه إلى باب القصر وطلبه ماء ٥ / ٣٧٦. ثمّ ازدلف إلى مصعب بن الزبير فبعثه لحرب ابن الحرّ الجُعفي فهزم سنة (٦٨ هـ) ٦ / ١٣٢ ، وكان كلوزير لمصعب ٦ / ١٣٦ ، وقُتل معه بدير الجاثليق في الحرب مع مروان سنة (٧١ هـ) ٦ / ١٥٨ ، وكان يحبّ المال حبّاً جمّاً ٥ / ٤٣٢ ، وكان له سبعة بنون : قتيبة وعبد الرحمن وعبد الله ، وعبيد الله وصالح وبشار ومحمّد ٦ / ٥١٦ وصاروا هؤلاء بعده إلى الحجّاج بن يوسف ، فولّى قتيبة على خراسان سنة (٨٦ هـ) ٦ / ٤٢٤ ، فغزا وفتح : بيكند ونوشكث ورامثين ، وبخارى وشومان وكشّ ، ونسف وخام جرد وسمرقند ، وشاش وفرغانة وكاشغر ، وحدود الصين وصالح نيزك والسغد ، وخوارزم شاه ، وقُتل مع إخوته سنة (٩٦ هـ) ، ٦ / ٤٢٩ ـ ٥٠٦.
(١) عمّار الدهني : أبو معاوية بن عمّار ، من أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم (عليهما السّلام) ، وكان أبوه عمّار ثقة في العامّة وجهاً يكنّى : أبا معاوية ، وروى أحياناً عن أبي جعفر الباقر (عليه السّلام) ـ رجال العلاّمة / ١٦٦ ـ ولعمّار كتاب ، كما في الفهرست لابن النديم / ٢٣٥ ، ط أورپا.