فنزل إلى ابن حريث فسلّم عليه وجلس تحت رايته حتّى أصبح (١).
وإنّ كثير [بن شهاب الحارثي] ألفى رجلاً في بني فتيان [موضع بالكوفة] من كلب ، يقال له : عبد الأعلى بن يزيد قد لبس سلاحه يُريد ابن عقيل ، فأخذه حتّى أدخله على ابن زياد فأخبره خبره ، فقال [الكلبي لابن زياد] : إنما أردتك. قال [ابن زياد] : وكنت وعدتني ذلك من نفسك. فأمر به فحُبس (٢).
[ولمّا أصبح ابن زياد]
فلمّا أصبح جلس مجلسه وأذن للنّاس فدخلوا عليه.
وأقبل محمّد بن الأشعث ، فقال : مرحباً بمَن لا يستغشّ ولا يتّهم ، ثمّ أقعده إلى جنبه.
وأصبح ابن تلك العجوز [التي] آوت ابن عقيل ، وهو بلال بن سيّد فغدا إلى عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث فأخبره بمكان ابن عقيل عند اُمّه ، فأقبل عبد الرحمن حتّى أتى أباه فسارّه وهو عند ابن زياد ، فقال له ابن زياد : ما قال لك؟ قال : أخبرني أنّ ابن عقيل في دار من دورنا ، فنخس بالقضيب في جنبه ، ثمّ قال : قُم فأتني به السّاعة (٣).
[خروج محمّد بن الأشعث لقتال مسلم]
[و] بعث [ابن زياد] إلى عمرو بن حريث ، وهو خليفته على النّاس في المسجد : أنْ ابعث مع ابن الأشعث ستّين أو سبعين رجلاً من قيس. وإنّما كره
_________________
(١) قال أبو مِخْنف : فأخبرني النّضر بن صالح ، عن عبد الرحمن بن أبي عمير الثقفي ، قال ٥ / ٥٧٠.
(٢) قال أبو مِخْنف : فحدّثني أبو جناب الكلبي ٥ / ٣٦٩.
(٣) قال أبو مِخْنف : فحدّثني المجالد بن سعيد ٥ / ٣٧١ ـ ٣٧٣ ، وفي الإرشاد / ٢١٣ ، والخواص / ٢٠٨.