الحسين (عليه السّلام).
[وصيّة مسلم إلى ابن الأشعث]
ثمّ أقبل (عليه السّلام) على محمّد بن الأشعث ، فقال : يا عبد الله ، إنّي أراك والله ، ستعجز عن أماني فهل عندك خير؟ تستطيع أنْ تبعث من عندك رجلاً على لساني يبلغ حسيناً (ع) ؛ فإنّي لا أراه إلاّ قد خرج إليكم اليوم مقبلاً أو هو خارج غداً ، هو وأهل بيته ؛ وإنْ ما ترى من جزعي لذلك. فيقول [الرسول] : إنّ ابن عقيل بعثني إليك ، وهو في أبدي القوم أسير لا يرى أنْ يمشي حتّى يُقتل ، وهو يقول : ارجع بأهل بيتك ولا يغرّك أهل الكوفة ؛ فإنّهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنّى فراقهم بالموت أو القتل ، إنّ أهل الكوفة كذبوك وكذبوني ، وليس لمكذّب رأي. فقال ابن الأشعث : والله ، لأفعلنّ ولا علمنّ ابن زياد أنّي قد آمنتك (١).
[مسلم على باب القصر]
وأقبل محمّد بن الأشعث بابن عقيل إلى باب القصر وهو عطشان ، وعلى باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن ، منهم : عمارة بن عقبة بن أبي معيط وعمرو بن حريث ، ومسلم بن عمرو وكثير بن شهاب (٢).
[وكانت] قلّة باردة موضوعة على الباب.
فقال ابن عقيل : اُسقوني من هذا الماء.
_________________
(١) قال أبو مِخْنف : فحدّثني قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي ٥ / ٣٧٢ ، عن جدّه زائدة. انظره في : المقدمة.
(٢) قال أبو مِخْنف : فحدّثني جعفر بن حذيفة الطائي ، وعرف سعيد بن شيبان الحديث ٥ / ٣٧٥.