من النّمر والأزد : أنّ مِخْنف بن سليم لمّا نُدبت الأزد للأزد [كره ذلك ...] (١).
وكذلك روى عن المدائني (٢٢٥ هـ) ، وعوانة بن الحكم (١٥٨ هـ) ، وهو بإسناده إلى شيخ من بني فزارة ، قال : بعث معاوية النّعمان بن بشير [الأنصاري] في ألفين ، فأتو (عين التمر) فأغاروا عليها ، وبها عامل لعلي (عليه السّلام) ، يقال له : [مالك بن كعب] الأرحبي في ثلثمئة ، فكتب إلى علي (عليه السّلام) يستمدّه. وكتب إلى مِخْنف بن سليم ـ وهو قريب منه ـ يسأله أنْ يمدّه ... فوجّه إليه مِخْنف ابنه عبد الرحمن في خمسين رجلاً ، فانتهوا إلى مالك وأصحابه ... ، فلمّا رآهم أهل الشام ظنّوا أنّ لهم مدداً ، فانهزموا ومضوا على وجوههم (٢).
فهذه الأحاديث كلها تصرّح بحياة جدّه مِخْنف بن سليم بعد الجمل ، بل حتّى بعد صفّين ، فإنّ غارات معاوية ؛ إنّما كانت سنة (٣ ـ ٩ هـ) ، بعد وقعة صفّين (٣ ـ ٧ هـ) ، بينما تنفرد تلك الرواية بأنّه : قتل يوم الجمل كما سلف آنفاً ، ولمْ يفطن الطبري ؛ لذلك فلمْ يعلّق عليه بشيء مع تصريحه في ذيل المذيّل بحياته إلى سنة (٨٠ هـ) (٣).
ما يرويه نصر بن مزاحم المنقري في آل أبي مِخْنف :
على أنّ في غير الطبري أيضاً ما يدلّ على حياة مِخْنف بن سليم بعد الجمل وصفّين ؛ فيما يرويه نصر بن مزاحم المنقري (٢١٢ هـ) ، في كتابه وقعة صفّين :
عن يحيى بن سعيد عن محمّد بن مِخْنف ، قال : نظر علي (عليه السّلام) إلى أبي
_________________
(١) المصدر السّابق ٥ / ٢٦.
(٢) الطبري ٥ / ١٣٣ ، ط دار المعارف.
(٣) ذيل المذيّل / ٥٤٧ ، ط دار سويدان ، ج / ١١ من تاريخ الطبري.