وأقبل ابن سميّة (١) يشتمه ويشتم حسيناً وعليّاً وعقيلاً.
[مقتل مسلم (عليه السّلام)]
ثمّ قال : اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه ، ثمّ أتبعوا جسده رأسه.
فقال [مسلم لابن الأشعث] : يابن الأشعث ، أمَا والله ، لولا أنّك آمنتني ما استسلمت ؛ قم بسيفك دوني فقد اُخفرت ذمّتك (٢).
وأقبل محمّد بن الأشعث ... فأخبر عبيد الله خبر ابن عقيل ، وضرب بكير [بن حمران] إيّاه ، [و] أخبره بما كان منه وما كان من أمانه إيّاه.
فقال عبيد الله : ما أنت والأمان؟ كأنّا أرسلناك تؤمّنه ، إنّما أرسلناك لتأتينا به ، فسكت (٣).
ثمّ قال ابن زياد : أين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسّيف وعاتقه؟ فدُعى ، فقال : اصعد ، فكن أنت الذي تضرب عنقه.
فصعد به ، وهو يكبّر ويستغفر ويصلّي على ملائكة الله ورسله ، ويقول : اللهمّ ، احكم بيننا وبين قوم غرّونا وكذبونا وأذلّون.
وأشرف به [بكير الأحمري] على موضع الجزّارين اليوم (٤) فضربت عنقه ،
_________________
(١) سميّة : أمّ زياد ، ذات علم بالفحشاء بالجاهليّة ؛ زنى بها أبو سفيان وغيره فولدت زياداً فاقترعوا عليه بسهام الأزلام ، فخرج أبو سفيان فادّعاه ، ولكنّه عُرف بزياد بن سميّة باسم اُمّه حتّى ألحقه معاوية بأبيه ، فكان مَن أنكر منكراته في الدين والعرف.
(٢) قال ابو مِخْنف : وحدّثني سعيد بن مدرك بن عمارة ٥ / ٣٧٦ ، عن جدّه عمارة بن عقبة بن أبي معيط.
(٣) قال أبو مِخْنف : فحدّثني جعفر بن جذيفة الطائي ، وعرف سعيد بن شيبان ، الحديث ٥ / ٣٧٥.
(٤) وفي الإرشاد / ٢١٦ : الحذائيين ، وفي الخوارزمي / ٢١٥ : سوق القصّابين ، وفي ص / ٢١٤ : في موضع يُباع فيه الغنم ، وهذا يرجّح نصّ الطبري. والمراد (باليوم) : على عهد الراوي أبي مِخْنف.