وأتبع جسده رأسه (١).
[و] نزل بكير بين حمران الأحمري الذي قتل مسلماً ، فقال له ابن زياد : قتلته؟ قال : نعم. قال : فما كان يقول ، وأنتم تصعدون به؟ قال : كان يكبّر ويسبّح ويتسغفر ، فلمّا أدنيته لأقتله ، قال : اللهمّ ، احكم بيننا وبين قوم كذّبونا وغرّونا وخذلونا وقتلونا. فقلت له : ادنُ منّي ، فضربته ضربة لمْ تغنِ شيئاً ، ثمّ ضربته الثانية فقتلته.
ثمّ جيء برأسه إلى ابن زياد (٢)
فقال عمر [ابن سعد] لابن زياد : أتدري ما قال لي؟ إنّه ذكر كذا وكذا.
قال له ابن زياد : إنّه لا يخونك الأمين ، ولكن قد يُؤتمن الخائن (٣) ؛ أمّا مالك ، فهو لك ولسنا نمنعك أنْ تصنع فيه ما أحببت (٤) ؛ وأمّا حسين (ع) فإنّه إنْ لمْ يردنا لمْ نرده ، وإنْ أرادنا لمْ نكفّ عنه ؛ وأمّا جثّته ، فإنّا لا نبالي إذ قتلناه ما صُنع بها (٥).
[مقتل هانئ بن عروة]
لمّا كان من أمر مسلم بن عقيل ما كان ، أبى [ابن زياد] أنْ يَفي [لمحمّد
_________________
(١) قال أبو مِخْنف : وحدّثني سعيد بن مدرك بن عمارة ٥ / ٣٧٦.
(٢) قال أبو مِخْنف : حدّثني الصقعب بن زهير ، عن عون بن أبي جحيفه ٥ / ٣٧٨.
(٣) لمّا رأى ابن سعد ، أنّ ابن زياد سأل ابن حمران عن مقالة مسلم (عليه السّلام) عند القتل ، بادر إلى إفشاء سرّ ما أوصى به ليتزلّف إليه بذلك ، فجابهه ابن زياد بوصفه بالخيانة ، وهكذا يُجازى المتزلّفون!.
(٤) يقول له : مالك ، كأنّه يجعله وارث مسلم (عليه السّلام).
(٥) أو قال : فإنّا لن نشفعك فيها ، إنّه ليس بأهل منّا لذلك ، قد جاهدنا وخالفنا وجهد على هلاكنا ٥ / ٣٧٧ في نفس رواية أبي مِخْنف ، بعبارة : وزعموا أنّه ، قال ...