والمسالح (١) واحترس على الظنّ وخذ على التهمة ، غير أنْ لا تقتل إلاّ مَن قاتلك ، واكتب إليّ في كلّ ما يحدث من الخبر ، والسّلام عليك ورحمة الله (٢).
[و] كان مخرج مسلم بن عقيل بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان ليال مضين من ذي الحجّة سنة ستّين ... وكان مخرج الحسين [(عليه السّلام) من مكّة] يوم الثلاثاء ، يوم التروية في اليوم الذي خرج فيه مسلم بن عقيل (٣).
فقال عبد الله بن الزّبير الأسدي في قتلة مسلم بن عقيل وهانئاً بن عروة المرادي ، ويقال الفرزدق :
[ف] ان كنت لا تدرين ما الموت فانظري |
|
إلى هانئ في السّوق وابن عقيل |
إلى بطل قد هشّم السّيف وجهه |
|
وآخر يهوي من طمار (٤) قتيل |
أصابهما أمر الأمير فأصبحا |
|
أحاديث من يسري بكل سبيل |
ترى جسداً قد غيّر الموت لونه |
|
ونضح دم قد سال كلّ مسيل |
فتى هو أحيى من فتاة حيية |
|
وأقطع من ذي شفرتين صقيل |
أيركب أسماء (٥) الهماليج آمنا |
|
وقد طلبته مذحج بذحول |
تطيف حوإليه مراد وكلهم |
|
على رقبة من سائل ومسول |
_________________
(١) المناظر : جمع منظرة ، وهي : موضع يراقب منه العدو. والمسالح جمع : مسلحة ، وهي : محلّ رجال مسلّحين مراقبين للعدوّ ، لئلاّ يفاجأوا ، الإرشاد / ٢١٧ ، والخواص / ٢٤٥.
(٢) قال أبو مِخْنف ، عن أبي جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي ٥ / ٣٨٠ :
وهو أخو هانئ بن أبي حيّة ، حامل رأس مسلم وهانئ إلى يزيد ، وأخوه كأنّما يروى خبره مفتخراً بوصفه من ابن زياد بأنّ عنده علم وصدقاً وفهماً وورعاً ، وتصديق فضلهما من قبل يزيد ، وليس هذا من الكلبيين ببعيد.
(٣) قال أبو مِخْنف : حدّثني الصقعب بن زهير ، عن عون بن أبي جحيفة ٥ / ٣٧٨.
(٤) طمار القصر : أعلاه.
(٥) يعني : أسماء بن خارجة الفزاري الذي ذهب بهانئ بن عروة إلى ابن زياد. والهاليج جمع : الهملاج ، وهو : البرذون إذ يمشى الهملجة ؛ وهي ضرب من المشى ، وهي معربة من الفارسيّة ، كما في المجمع.