[خروج الحسين [عليه السلام] من مكّة]
(١) كان مخرج الحسين (عليه السّلام) من المدينة إلى مكّة يوم الأحد ، لليلتين بقيتا من رجب سنة ستّين ، ودخل مكّة ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان ، فأقام بمكّة شعبان وشهر رمضان وشوّال وذا القعدة ، ثمّ خرج منها لثمان مضين من ذي الحجّة يوم الثلاثاء ، يوم التروية في اليوم الذي خرج فيه مسلم بن عقيل (عليه السّلام).
[ولمّا] نزل مكّة ، أقبل أهلها يختلفون إليه ويأتونه ، ومَن مكان بها من المعتمرين وأهل الآفاق.
[موقف ابن الزبير مع الإمام (عليه السّلام)]
[وكان] فيمَن يأتيه ابن الزبير ، فيأتيه اليومين المتواليين ويأتيه بين كلّ يومين مرّة ، وقد عرف أنّ أهل الحجاز لا يتابعونه ولا يبايعونه أبداً مادام حسين (عليه السّلام) بالبلد ، وأنّ حسيناً أعظم في أعينهم منه وأطوع في النّاس منه (٢).
_________________
(١) قال الطبري : وفي هذه السّنة ، سنة ستّين عُزل يزيد الوليد بن عتبة في شهر رمضان ، فأمّر عليها عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق فقدمها في شهر رمضان. وكان رجلاً عظيم الكبر مفوّهاً ٥ / ٣٤٣ وقِيل : قدمها في شهر ذي القعدة من سنة ستّين ٥ / ٣٤٦. وقال أيضاً : نُزع يزيد بن معاوية في هذه السّنة ، سنة ستّين الوليد بن عتبة عن مكّة وولاّهما عمرو بن سعيد بن العاص ، وذلك في شهر رمضان منها ، فحجّ بالنّاس عمرو بن سعيد في هذه السّنة ، وكان عامله عن مكّة والمدينة في هذه السّنة ٥ / ٣٩٩.
(٢) قال أبو مِخْنف : حدّثني عبد الرحمن بن جندب ، قال حدّثني عقبة بن سمعان مولى الرباب ابنة امرئ القيس الكلبية ، امرأة حسين (عليه السّلام) ٥ / ٣٥١.