السّبت» (١) و (٢).
[موقف عمرو بن سعيد الأشدق]
[و] لمّا خرج الحسين (عليه السّلام) من مكّة اعترضه رُسل عمرو بن سعيد بن العاص (٣) عليهم يحيى بن سعيد (٤).
_________________
(١) قال أبو مِخْنف : عن أبي سعيد عقيصا عن بعض أصحابه قال ٥ / ٣٨ ٥.
(٢) هذا هو خير جواب موجز أجاب به الإمام (عليه السّلام) كلّ السّئلة المطروحة ، بأنّه مطلوب أينما كان وليعتدنّ عليه ، فليخرج من مكّة لئلا يكون الكبش الذي ذكره له والده أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، ولذلك خرج منها هارباً بنفسه وأهله لئلا تُستحلّ به حرمتها. وإذا خرج من مكّة فخيرٌ له أنْ يمضي في قضاء حجّة شيعته من أهل الكوفة إتماماً للحجّة عليهم : لئلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ * ولا يقول أحد : لوْ لا أَرْسَلْتَ إلينا رَسُولاً ًـ وأقمت لنا علماً هادياً ـ فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ. وإنْ لمْ يذهب إلى الكوفة فإلى أين يتوجّه؟ وقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت!
(٣) لمّا ولي عمرو بن سعيد المدينة دعا عبيد الله بن أبي رافع ، وكان يكتب لعلي بن أبي طالب (ع) ، فقال : مَن مولاك؟ فقال : رسول الله (صلّى الله عليه وآله). وكان أبو رافع لأبي أحيحة سعيد بن العاص الأكبر فورثه بنوه فأعتق ثلاثة منهم نصيبهم منه وقُتلوا يوم بدر جميعاً ، ووهب خالد بن سعيد نصيبه منه لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأعتقه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فضربه مئة سوط ، وقال : مولى مَن أنت؟ قال مولى رسول الله (ص). فضربه مئة سوط ، فلمْ يزل يفعل به ذلك كلّما سأله مولى مَن أنت؟ قال مولى رسول الله حتّى ضربه خمسمئة سوط ، ثمّ قال : مولى مَن أنت؟ قال : مولاكم. فلمّا قُتل عبد الملك عمرو بن سعيد ، قال عبيد الله بن ابي رافع شعراً يشكر قاتله ٣ / ١٧٠.
وهو الذي حارب ابن الزبير ٥ / ٣٤٣ ، وضرب بالمدينة كلّ من كان يهوي هوى ابن الزبير ، منهم محمّد بن عمار بن ياسر ، ضربهم الأربعين إلى الخمسين إلى السّتّين ٥ / ٣٤٤ ، واستبشر حين بلغه خبر قتل الحسين (عليه السّلام). ولمّا سمع واعية نساء بني هاشم عليه ، قال : هذه واعية بواعية ، عثمان بن عفّان. ثمّ سعد المنبر فأعلم الخبر ٥ / ٤٦٦ ، وأعلم يزيد أنّ عمرو بن سعيد يترفق بابن الزبير ولا يتشدّد عليه ، فعزله لأوّل ذي الحجّة سنة (٦١ هـ) ٥ / ٤٧٧ ، فقدم على يزيد واعتذر إليه ٥ / ٤٧٩ وكان أبوه سعيد بن العاص والي المدينة لمعاوية ٥ / ٢٤١.
(٤) أخو عمرو بن سعيد ، نصره يوم قتله في قصر عبد الملك بالشام مع ألف ممّن تبعه من رجاله ومواليه وعبيده ، فهُزموا وحبس ، ثمّ أُطلق فلحق بابن الزبير ٦ / ١٤٣ ـ ١٤٧ ، ثمّ ذهب إلى الكوفة