[منازل الطريق]
[التنعيم] (١)
ثمّ إنّ الحسين (عليه السّلام) أقبل حتّى مرّ بالتنعيم ، فلقى بها عيراً قد بعث بها بحير بن ريسان الحميري (٢) إلى يزيد بن معاوية ، وكان عامله على اليمن وعلى العير : الورس (٣) والحلل ينطلق بها إلى يزيد فأخذها الحسين (عليه السّلام) فانطلق بها.
ثمّ قال (ع) لأصحاب الإبل : «لا أكرهكم ، مَن أحبّ أنْ يمضي معنا إلى العراق أوفينا كراءه وأحسنّا صحبته ، ومَن أحبّ أنْ يفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكراء على قدر ما قطع من الأرض».
فمَن فارقه ، منهم حُوسب فأوفى حقّه ومَن مضى منهم معه أعطاه كراءه وكساه (٤).
_________________
(١) موضع : على فرسخين من مكّة ، كما في معجم البلدان ٢ / ٤١٦ عن يمينه جبل ، اسمه : نعيم وعن شماله آخر ، اسمه : ناعم. والوادي : نعيمان ، وبه مسجد ، وهو أدنى المواقيت وأدنى الحلّ للحرم ، وهو اليوم عن مركز مكّة ستّ كيلو مترات ، فهو فرسخ لا فرسخين ، متصل بالبلد في بدايته للداخل إليه من طريق المدينة وجدّة.
(٢) كأنّه كان ينظر في النّجوم فتطيّر لعبد الله بن مطيع العدوي ، لمّا بعثه ابن الزبير والياً على الكوفة ٦ / ٩. وكان طاووس اليماني المعروف مولاه ، فمات طاووس بمكّة سنة (١٠ ٥ هـ) ٦ / ٢٩.
(٣) الورس : نبات ، كالسّمسم يصبغ به ويتخذ منه الغمرة ، وليس إلاّ باليمن.
(٤) قال أبو مِخْنف : حدّثني الحرّث بن كعب الوالبي ، عن عقبة بن سمعان ٥ / ٣٨ ٥.