العرب ، فإذا عليه عبد الله بن مطيع العدوي (١) وهو نازل ها هنا ، فلمّا رأى الحسين (عليه السّلام) قام إليه ، فقال : بأبي أنت وأمّي يابن رسول الله ، ما أقدمك؟! فقال له الحسين (عليه السّلام) : «كتب إليّ أهل العراق يدعونني إلى أنفسهم». فقال له عبد الله بن مطيع : أذكّرك الله ، يابن رسول الله وحرمة السّلام أنْ تنتهك ، أنشدك الله في حرمة رسول الله (صلّى الله عليه [وآله]) ، أنشدك الله في حرمة العرب ، فوالله ، لئن طلبت ما في أيدي بني اُميّة ليقتلنّك ، ولئن قتلوك لا يهأبون بعدك أحداً أبداً (٢). والله ، أنّها الحرّمة السّلام تنتهك ، وحرمة قريش وحرمة العرب ، فلا تفعل ولا تأتِ الكوفة ، ولا تعرض لبني اُميّة. فأبى إلاّ أنْ يمضي.
[منزل قبل زرود وهي الخزيميّة] (٣)
فأقبل الحسين (عليه السّلام) حتّى كان بالماء فوق زرود (٤) ، [وهي : الخزيميّة].
[لحوق زهير بن القين بالإمام الحسين (عليه السّلام)]
عن رجل من بني فزارة ، قال : كنّا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكّة نساير الحسين (عليه السّلام) ، فلمْ يكن شيء أبغض إلينا من أنْ نسايره
_________________
(١) مضت ترجمته في إسناد الكتاب.
(٢) لمْ تنتهك حرمة السّلام ولا رسول الله (ص) ، ولا العرب ولا قريش بفعل الإمام (عليه السّلام) ، بل بفعل أعداء السّلام. ولقد أخطأ ابن مطيع ، إذ قال : ولئن قتلوك لا يهأبون بعدك أحداً أبداً ، بل تجرّأ عليهم مَن لمْ يكن يتجرّأ قبل ذلك من أهل مكّة والمدينة والكوفة ، بما فيهم نفس ابن مطيع إذ ولى الكوفة من قبل ابن الزبير ، بل إنْ لمْ يكن يخرج الحسين (عليه السّلام) لمْ يكن يجرأ على بني أمية أحد ، فكانوا يفعلون ما يشاؤون من هدم السّلام.
(٣) تقع قبل زرود من مكّة ، وبعدها للذاهب من الكوفة ، كما في معجم البلدان. وقِيل : بينها وبين الثعلبيّة اثنان وثلاثون ميلاً ، وهو من منازل الحجّاج بعد الثعلبيّة من الكوفة.
(٤) ٥ / ٣٩٤. قال أبو مِخْنف : حدثني محمّد بن قيس ، ولعلّه ابن قيس بن مسهر.