معهم منكم بما أصبتم من الغنائم ؛ فأمّا أنا ، فإنّي استودعكم الله.
ثمّ قال لامرأته : أنت طالق إلحقي بأهلك ؛ فإنّي لا أحبّ أنْ يصيبك من سبي إلاّ خير (١) و (٢).
وسرّح الحسين (عليه السّلام) عبد الله بن يقطر الحميري (٣) من بعض الطريق إلى مسلم بن عقيل (٤) ، فتلقّاه خيل الحصين بن تميم بالقادسيّة ، فسرّح به إلى عبيد الله بن زياد ، فقال : اصعد فوق القصر فالعن الكذّاب ابن الكذّاب ، ثمّ انزل حتّى أرى فيك رأيي. فصعد ، فلمّا أشرف على النّاس ، قال : أيّها النّاس ، إنّي رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه [وآله]) ، لتنصروه وتوازروه على ابن مرجانة ابن سميّة الدّعي. فأمر به عبيد الله [ابن زياد] فأُلقي من فوق القصر إلى الأرض فكسرت عظاُمّه ، و [كان] به رمق فأتاه عبد الملك بن عمير اللخمي (٥) فذبحه.
_________________
(١) قال أبو مِخْنف : فحدّثتني دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين ، قالت ٥ / ٣٩٦. وفي الإرشاد / ٢٢١.
(٢) وسيُعلم من خطبة زهير بكربلاء ، أنّه كان ناقماً من قبل على استلحاق معاوية زياداً وقتله حجر بن عدي.
(٣) كانت اُمّه حاضنة للحسين (عليه السّلام) ؛ فلذلك قِيل فيه : أنّه أخوه من الرضاعة. وجاء : (بقطر) في الطبري بالباء الموحدّة ، وكذلك ضبطه الجزري في الكامل ، إلاّ أنّ مشايخنا ضبطوه بالياء المثنّاة ، كما في إبصار العين للسماوي / ٥٢.
(٤) قال أبو مِخْنف : حدّثني أبو علي الأنصاري ، عن بكر بن مصعب المزني ٥ / ٣٩٨. والإرشاد / ٢٢٠ ، وخلط خبره بخبر قيس بن مسهر الصيداوي.
(٥) ولي القضاء في الكوفة بعد الشعبي ، توفّي سنة (١٣٦ هـ) ، عن مئة وثلاث سنين ، كما في ميزان الاعتدال ١ / ١ ٥ ١ ، وتهذيب السّماء / ٣٠٩.
وسيأتي : أنّ خبر شهادته بلغ الإمام (عليه السّلام) بمنزل زبالة ، قبل خبر الصيداوي ، فالظاهر أنّ ابن يقطر كان مبعوثاً قبل الصيداوي.