أربعاً أو خمساً (١) عزلت عنه ، وسقوا آخر حتّى سقوا الخيل كلّها (٢) (٣).
(٤) [وحضرت الصلاة صلاة الظهر ، فأمر الحسين (ع) الحجّاج بن مسروق الجُعفي أنْ يؤذن فأذّن ، فلمّا حضرت الإقامة خرج الحسين (عليه السّلام) في إزار ورداء ونعلين.
فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أيّها النّاس ، إنّها معذرة إلى الله عزّ وجل وإليكم ، إنّي لمْ آتكم حتّى أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ، أنْ أقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام ، لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى. فإنْ كنتم على ذلك فقد جئتكم ، فان تعطوني ما أطمئنّ إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم ، وإنْ لمْ تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم».
فسكتوا عنه ، وقالوا للمؤذّن : أقم. فأقام للصلاة.
فقال الحسين (عليه السّلام) : «للحرّ أتريد أن تصلّي بأصحابك؟». قال : لا ، بل تصلّي أنت ونصلّي بصلاتك. فصلّى بهم الحسين (عليه السّلام). ثمّ إنّه
_________________
(١) وهذا هو معنى : الترشيف.
(٢) قال الطبري : حدّثت عن هشام ، عن أبي مِخْنف ، قال : حدّثني أبو جناب ، عن عدي بن حرملة ، عن عبد الله بن سليم والمذري ٥ / ٤٠٠. والإرشاد / ٢٢٣ ، وأبو الفرج / ٧٣.
(٣) قال الطبري ، قال هشام : حدّثني لقيط عن علي بن الطعان المحاربي ، [قال] : كنت مع الحرّ بن يزيد [الرياحي] ، فجئت في آخر من جاء من أصحابه ، فلمّا رأى الحسين (عليه السّلام) ما بي وبفرسي من العطش ، قال (ع) «أنخ الراوية». ـ والراوية عندي السّقاء ـ ثمّ قال (ع) : «يابن أخ ، أنخ الجمل». فانخته ، فقال (ع) : «اشرب». فجعلت ، كلّما شربت سال الماء من السّقاء ، فقال الحسين (عليه السّلام) : «أخنث السّقاء» ـ أي : أعطفه ـ قال : فجعلت لا أدري كيف أفعل. فقام الحسين (عليه السّلام) فخنثه فشربت وسقيت فرسي ٥ / ٤٠١. والإرشاد ٢٢٤ ، والخوارزمي / ٢٣٠.
(٤) هنا تصاب سلسلة أخبار أبي مِخْنف بالانقطاع ، فلمْ يكن لنا بدّ من أنْ نسدّ الخلّة بخبر هشام الكلبي ، عن لقيط ، عن علي بن طعان المحاربي ٥ / ٤٠١. والإرشاد / ٢٢٤ ، والخواص / ٢٣١.