أنْ تقتلوني؟ ما أدري ما أقول لك؟ ولكن أقول : كما قال أخو الأوس لابن عمّه ، ولقيه وهو يُريد نصرة رسول الله (صلّى الله عليه [وآله]) ، فقال له : أين تذهب ، فإنّك مقتول؟ فقال :
سأمضي وما بالموت عار على الفتى |
|
إذا ما نوى حقّاً وجاهد مسلما |
وآسى الرجال الصالحين بنفسه |
|
ممّا وفارق مثبوراً يغش ويُرغما (١) |
فلمّا سمع ذلك الحرّ منه تنحّى عنه. وكان يسير بأصحابه في ناحية ، وحسين (عليه السّلام) في ناحية أخرى ، حتّى انتهوا إلى :
[عذيب الهجانات] (٢)
عذيب الهجانات ، فإذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة على رواحلهم ، يجنبون فرساً لنافع بن هلال ، ومعهم دليلهم الطرّماح بن عدي على فرسه ، فلمّا انتهوا إلى الحسين (عليه السّلام) انشدوه هذه الأبيات :
يا ناقتي لا تُذعري من زجري |
|
وشمّري قبل ط لوع الفجر |
بخير ركبان وخير سفر |
|
حتّى تَحُلّي بكريم النجر |
الماجد الحرّ رحيب الصدر |
|
أتى به الله لخير أمر |
ممّا ثمّة أبقاه بقاء الدهر
_________________
(١) ونقلها ابن الأثير في الكامل ، والمفيد في الإرشاد / ٢٢ ٥ بزيادة :
فان عشت لم آندم وإن مت لم ألم |
|
كفى بك ذلاً أن تعيش وترغما |
(٢) العُذيب ـ بالتصغير ـ : واد لبني تميم ، وهو حدّ السّواد ، أي : العراق. وكانت فيه مسلحة للفرس ، بينه وبين القادسيّة ستّ أميال. وكانت خيل النّعمان ملك الخيرة تُرعى فيه ، فقِيل : عُذيب الهجانات جمع : الهجين ، بمعنى : ذي الدم الخليط.