وذكر له ابن النّديم في الفهرس بعض هذه الكتب وعدّ ، منها : مقتل الحسين (عليه السّلام).
ومن الملاحظ عليه في قائمة كتبه : أنّه كان جلّ جهده موجّهاً إلى التصنيف في أخبار الشيعة ، وفي أخبار الكوفة بالخصوص ، وليس فيها كتاب في أخبار بني أميّة أو بني مروان ، ولا فيها كتاب عن قيام أبي مسلم الخراساني والدولة العبّاسيّة ، مع أنّه توفّي بعد كلّ هذا بخمس وعشرين سنة (١٥٨ هـ) ، بل آخر ما نرى في قائمة كتبه من تواريخه : كتاب أخبار الحجاج بن يوسف الثقفي ، وأخباره تنتهي بموته سنة (٩٥ هـ) ، إلاّ أنّ الطبري يروي عنه في تاريخه أخباراً إلى أواخر أيام الاُمويّين ، وبالتعيين إلى حوادث سنة (١٣٢ هـ) (١).
والملاحظ في أخباره المتناثرة في الكتب ولا سيّما في الطبري : أنّه يروي كثيراً منه ، عن أبيه أو عمّه أو أحد بني عمومته ، أو أشياخه من حيّ الأزد من الكوفيّين ؛ وهذا يدلّنا على أنّ كثرة وجود الأخبار في قومه هو الذي بعثه على جمعها وتأليف الكتب منه ؛ ولهذا نراه قد اقتصر على أخبار الكوفيّين حتّى أنّه عُدّ فيها أعلم من غيره بها.
مذهبه ووثاقته :
والملاحظ في أخباره عامّة أيضاً أنّه لمْ يروِ عن الإمام زين العابدين (عليه السّلام) (ت ٩٥ هـ) ، ولا عن الإمام الباقر (عليه السّلام) (ت ١١٥ هـ) ، مباشرةً ولا خبراً واحداً ، بل روى عن الإمام الباقر (عليه السّلام) بواسطة (٢) ، وعن الإمام علي بن الحسين (عليهما السّلام) بواسطتين (٣) ، وله بضع روايات عن الإمام
_________________
(١) انظر : ٧ / ٤١٧ ، خروج محمّد بن خالد بالكوفة سنة (١٣٢ هـ).
(٢) انظر : ٥ / ٤٤٨ ، خبر مقتل الرضيع في الطبري.
(٣) انظر : ٥ / ٤٨٨ ، خبر ليلة عاشوراء.