[خروج ابن سعد إلى الحسين (عليه السّلام)]
وكان سبب خروج ابن سعد إلى الحسين (عليه السّلام) ، أنّ عبيد الله بن زياد بعثه على أربعة آلاف من أهل الكوفه يسير بهم إلى دستبى (١) ، وكانت الديلم قد خرجوا إليها وغلبوا عليها ، فكتب إليه ابن زياد عهده على الري وأمره بالخروج.
فخرج معسكراً بالنّاس بحمّام أعين (٢) ، فلمّا كان من أمر الحسين (عليه السّلام) ما كان وأقبل إلى الكوفة ، دعا ابن زياد عمر بن سعد ، فقال : سر إلى الحسين (ع) ، فإذا فرغنا ممّا بيننا وبينه سرت إلى عملك. فقال له عمر بن سعد : إن رأيت ـ رحمك الله ـ أنْ تعفيني فافعل. فقال له عبيد الله : نعم ، على أنْ تردّ لنا عهدنا. فلمّا قال له ذلك ، قال عمر بن سعد : أمهلني اليوم حتّى أنظر.
فانصرف عمر [ابن سعد] يستشير نصحاءه ، فلمْ يكن يستشير أحداً إلاّ نهاه.
وجاء حمزة بن المغيرة بن شعبة (٣) ـ وهو ابن أخته ـ فقال : أنشدك الله
_________________
(١) كورة كبيرة بين همدان والري ، ثمّ أضيفت إلى قزوين ـ كما في معجم البلدان ٤ / ٥٨ ـ وهي معرب دشتبه يعنّي : الواحة الحسناء.
(٢) كورة من كور الكوفة ، فيها : حمّام لعمر بن سعد بيد مولاه أعين ، سمّي باسمه ، كما في القمقام / ٤٨٦.
(٣) استعمله الحجّاج بن يوسف الثقفي على همذان سنة (٧٧ هـ) ٥ / ٢٨٤. وكان أخوه مطرّف بن المغيرة على المدائن فخرج على الحجّاج ، فأمدّه حمزة بالمال والسّلاح سرّاً ٥ / ٢٩٢ ، فبعث الحجّاج إلى قيس بن