[لقاء ابن سعد مع الإمام (عليه السّلام)]
[و] بعث الحسين (عليه السّلام) إلى عمر بن سعد : عمرو بن قرظة بن كعب الأنصاري (١) : «أنْ ألقني اللّيل بين عسكري وعسكرك».
فخرج عمر بن سعد في نحو من عشرين فارساً ، وأقبل حسين (عليه السّلام) في مثل ذلك ، فلمّا التقوا أمر حسين (عليه السّلام) أصحابه ، أنْ يتنحّوا عنه ، وأمر عمر بن سعد أصحابه بمثل ذلك.
فتكلّما فأطالا حتّى ذهب من اللّيل هزيع ، ثمّ انصرف كلّ واحد منهما إلى عسكره بأصحابه.
وتحدّث النّاس فيما [دار] بينهما ظنّاً ، يظنّون أنّ حسيناً (عليه السّلام) قال لعمر بن سعد : «أخرج معي إلى يزيد بن معاوية وندع العسكرين». قال عمر : إذن ، تُهدم داري. قال (ع) : «أنا ابنيها لك». قال : إذن ، تؤخذ ضياعي. قال (ع) : «إذن ، أعطيك خيراً منها من مالي بالحجاز». فتكرّه ذلك عمر.
تحدّث النّاس بذلك وشاع فيهم ، من غير أنْ يكونوا سمعوا من ذلك شيئاً ولا علّموه (٢).
[و] قالوا : أنّه قال (ع) : «اختاروا منّي خصالاً ثلاثاً :
_________________
(١) كان مع الحسين (عليه السّلام) ، وكان أخوه علي بن قرظة مع عمر بن سعد ، فلمّا قُتل أخوه عمرو حمل على أصحاب الحسين (عليه السّلام) لينتقم لأخيه ، فطعنه نافع بن هلال المرادي فصرعه فحمله أصحابه ، ودُووي بعد فبرأ ٥ / ٤٣٤.
(٢) حدّثني أبو جناب : عن هانئ بن ثبيت الحضرمي ، وكان قد شهد قتل الحسين (ع) مع عمر بن سعد ، ويظهر من نفس هذا الخبر ، أنّه كان من الفرسان العشرين الذين خرجوا مع عمر بن سعد في اللّيل للقاء الإمام (عليه السّلام). قال : فانكشفنا عنهما بحيث لا نسمع أصواتهما ولا كلامهما ٥ / ٤١٣ ، والإرشاد / ٢٢٩.
وقال سبط ابن الجوزي : إنّ عمر هو الذي بعث إليه يطلب الاجتماع به ، فاجتمعا خلوة / ٢٤٨ ، ط النّجف.