[حوادث ليلة عاشوراء]
[خطبة الإمام (عليه السّلام) ليلة عاشوراء :]
عن علي بن الحسين (عليه السّلام) ، قال : «جمع الحسين (ع) أصحابه بعد ما رجع عمر بن سعد ، وذلك عنه قرب المساء ، فدنوت منه لأسمع وأنا مريض ، فسمعت أبي يقول لأصحابه :
أثني على الله ـ تبارك وتعالى ـ أحسن الثناء وأحمده على السّرّاء والضرّاء ، اللهمّ ، إنّي أحمدك على أنْ أكرمتنا بالنّبوّة وعلّمتنا القرآن وفقّهتنا في الدين ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة لمْ تجعلنا من المشركين.
أمّا بعد : فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحأبي ، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي جميعاً خيراً.
ألاَ وإنّي أظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً ، ألاَ وإنّي قد رأيت لكم فانطلقوا جميعاً في حِل ، ليس عليكم منّي ذمام ، هذا ليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً (١).
ثمّ ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، [و] تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتّى يفرّج الله ، فإنْ القوم إنّما يطلبوني ، ولو قد أصأبوني لهوا عن طلب غيري».
_________________
(١) حدّثني الحرّث بن حصيرة ، عن عبد الله بن شريك العامري ، عن علي بن الحسين (عليه السّلام) ٥ / ٤١٨ ، وأبو الفرج / ٧٤ والإرشاد / ٢٣١ : عن الامام السّجاد (عليه السّلام).