[موقف الهاشميّين]
[فـ] ـبدأ القول العبّاس بن علي (عليه السّلام) ، فقال له :
لمْ نفعل [ذلك]؟ ألنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبداً.
ثمّ إنّ أخوته وأبناء [الحسين (عليه السّلام)] وبنى أخيه [الحسن (عليه السّلام)] وابنى عبد الله بن جعفر [محمّد وعبد الله] تكلّموا بهذا ونحوه.
فقال الحسين (عليه السّلام) : «يا بني عقيل ، حسبكم من القتل بمسلم ، اذهبوا قد أذنت لكم».
قالوا : فما يقول النّاس؟ يقولون : إنّا تركنّا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير العمّام ، ولمْ نرمِ معهم بسهم ، ولمْ نطعن معهم برمح ، ولمْ نضرب معهم بسيف ، ولا ندري ما صنعوا؟ لا والله ، لا نفعل ، ولكن تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا ، ونُقاتل معك حتّى نرد موردك ، فقبّح الله العيش بعدك! (١).
[موقف الأصحاب]
[و] قام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي (٢) ، فقال :
أنحن نخلّي عنك ولمّا نعذر إلى الله في أداء حقّك؟ أمَا والله ، حتّى أكسّر في صدورهم رمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولا أفارقك ، ولو لمْ يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتّى أموت معك.
_________________
(١) وأبو الفرج في مقاتل الطالبيّين / ٧٤ ، والإرشاد / ٢٣١ / ، والخواص / ٢٤٩.
(٢) مضت ترجمته في أشراف الشيعة من أهل الكوفة مع مسلم بن عقيل. وهذا أوّل مرّة يرد ذكره في أحاديث كربلاء من دون أنْ يذكر التاريخ شيئاً عن كيفيّة وصوله إليها.