[الحسين وأصحابه ليلة عاشوراء]
[و] لمّا أمسى الحسين (ع) وأصحابه قاموا اللّيل كلّه يصلّون ويستغفرون ، ويدعون ويتضرّعون.
[قال الضحّاك بن عبد الله المشرقي الهمداني ، وهو الذي نجا من أصحاب الحسين (عليه السّلام)] :
[فمرّت] بنا خيل لهم تحرسنا وإنّ حسيناً (عليه السّلام) يقرأ : (وَلاَ يَحْسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُوا إنّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إنّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا ثماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * مَا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ المؤمنين عَلَى مَا أنتم عَلَيْهِ حَتّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِ) (١) فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا ، فقال : نحن وربّ الكعبة الطيّبون مُيّزنا منكم. فعرفته ، فقلت لبُرير بن حُضير [الهمداني] (٢) : أتدري مَن هذا؟ قال : لا. قلت : هذا أبو حرب السّبيعي
_________________
(١) سورة آل عمران / ١٧٨ ـ ١٧٩.
(٢) والمشهور المذكور في الإرشاد / ٢٣٣ ، وسائر الكتب : خضير. وكان سيّد القرّاء بالكوفة ٥ / ٤٣١ ، عابداً ناسكاً. وهذا أوّل ذكره في أخبار كربلاء ولمْ يُذكر كيف التحق بالإمام (عليه السّلام). وهو أوّل مَن قام للمبارزة في أوّل القتال فاجلسه الإمام (عليه السّلام) ٥ / ٤٢٩. وهو القائل لعبد الرحمن بن عبد ربّه الأنصاري : والله ، لقد علم قومي إنّى ما أحببت الباطل شاباً ولا كهلاً ، ولكن والله ، إنّى لمستبشر بما نحن لاقون ، والله ، إنّ بيننا وبين الحور العين إلاّ أنْ يميل علينا هؤلاء بأسيافهم ، ولوددت أنّهم قد مالوا علينا ٥ / ٤٢٣. وكان يقول : إنّ عثمان بن عفّان كان على نفسه مسرفاً ، وإنّ معاوية بن أبي سفيان ضال مضلّ ، وإنّ إمام الهدى والحقّ علي بن أبي طالب (عليه السّلام). وباهل رجلاً من عسكر عمر بن سعد يُدعى : يزيد بن معقل على حقانيّة هذه المعنى ، ودعا أنْ يُقتل المحقّ منهما المبطل ، ثمّ بارزه فقتله ٥ / ٤٣١.