فقال (ع) : «سبحان الله! بلى والله ، لقد فعلتم». ثمّ قال (ع) :
«أيّها النّاس ، إذا كرهتموني فدعوني انصرف عنكم إلى مأمني من الأرض».
فقال له قيس بين الأشعث : أوَلا تنزل على حكم بني عمّك؟ فإنّهم لن يروك إلاّ ما تحبّ ، ولن يصل إليك منهم مكروه.
فقال الحسين (عليه السّلام) : «أنت أخو أخيك [محمّد بن الأشعث] أتريد أنْ يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا والله ، لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقرّ إقرار العبيد (١).
عباد الله : (وَإِنّي عُذْتُ بِرَبّي وَرَبّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ) (٢) (أعُوذُ بِرَبّي وَرَبّكُم مِن كلّ مُتَكَبّرٍ لاَ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ) (٣).
ثمّ [رجع فـ] ـأناخ راحلته ، وأمر عقبة بن سمعان فعقلها (٤).
[خطبة زهير بن القين]
[ثمّ] خرج زهير بن القين على فرس ذنوب (٥) شاك في السّلاح ، فقال :
_________________
ساداتهم ، فقال : بلى ، والله ، لقد كاتبناك ونحن الذين أقدمناك ، فأبعد الله الباطل وأهله ، والله ، لا أختار الدنيا على الآخرة / ٢٥١.
(١) ورواه المفيد في الإرشاد / ٢٣٥ ، وبعده ابن نما في مثير الأحزان / ٢٦ : ولا أفرّ فرار العبيد. ورحّجه المقرّم : ٢٨٠. والنّسب بجواب ابن الأشعث ، هو : الإقرار لا الفرار؛ فإنّ ابن الأشعث لمْ يعرض عليه الفرار ، بل الإقرار. واستشهد له المقرّم بكلام الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) في مصقلة بن هبيرة : وفرّ فرار العبد ، ولكن فعل مصقلة لا يناسب حال الإمام الحسين (عليه السّلام) هنا كما هو واضح ، فراجع.
(٢) سورة الدخان / ٢٠.
(٣) سورة المؤمن / ٢٧.
(٤) ٥ / ٤٢٣ ـ ٤٢٦. قال أبو مِخْنف : فحدثنى عبد الله بن عاصم ، قال حدثنى الضحاك المشرقى.
(٥) الذنوب : الفرس الذي شعر ذنبه وافر كثير.