وأحسن ما قال فيه أصحابنا هو ما مدحه به النّجاشي ، إنّه : شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، وكان يسكن إلى ما يرويه. فهو مدح معتدّ به يثبت به حسنه ؛ ولذا عدّ أخباره في : الوجيزة والبلغة ، والحاوي وغيرها من الحسان.
هشام الكلبي :
ذكره الشيخ النّجاشي وسرد نسبه ، ثمّ قال : العالم بالأيّام ، المشهور بالفضل والعلم ، وكان يختصّ بمذهبنا وله الحديث المشهور ، قال : اعتللت علّة عظيمة نسيت علمي ، فجئت إلى جعفر بن محمّد (عليه السّلام) فسقاني العلم في كأس فعاد إليّ علمي. وكان أبو عبدالله يقرّبه ويدنيه وينشّطه ، وله كتب كثيرة (١) ، ثمّ عدّ كتبه ، وذكر طريقه إليه ، وعدّ من كتبه : مقتل الحسين (عليه السّلام) ، ولعلّه هو ما يرويه أو أكثره عن شيخه أبي مِخْنف.
ومن الغريب أنّ الشيخ الطوسي نقل في مختاره من رجال الكشّي ، أنّه يقول : الكلبي من رجال العامّة ، إلاّ أنّ له ميلاً ومحبّة شديدة ، وقد قِيل : إنّ الكلبي كان مستور ـ أي : في التقيّة ـ ولمْ يكن مخالف (٢).
_________________
(١) ص / ٣٠٥ ، ط الحجرية ـ الهند.
(٢) ص / ٣٩٠ ، ح : ٧٣٣ ، ط مشهد. ولا يُخفى أنّ بناء علمائنا الرجإليّين على تقديم قول النّجاشي عند المعارضة ، فقد قال الشهيد (قدّس سرّه) في المسالك : وظاهر حال النّجاشي ، إنّه أضبط الجماعة وأعرفهم بحال الرواة. وقال سبطه في شرح الاستبصار : والنّجاشي مقدّم على الشيخ في هذه المقامات كما يعلم بال ممّا ممّا رسة. وقال شيخه المحقق لأسترابادي في الرجال الكبير في ترجمة سليمان بن صالح : ولا يُخفى تخالف ما بين طريقي الشيخ والنّجاشي ، ولعلّ النّجاشي أثبت. وقال السيّد بحر العلوم في الفوائد الرجإليّة : أحمد بن علي النّجاشي أحد المشايخ الثبات ، والعدول الأثبات من أعظم أركان الجرح والتعديل وأعلم علماء هذا السبيل ، أجمع علماؤنا على الاعتماد عليه وأطبقوا على الاستناد في أحوال الرجال إليه ... وبتقديمه صرّح جماعة من الأصحاب ، نظراً إلى كتابه الذي لا نظير له في هذا