ذلك لي توبة؟
قال [الإمام (عليه السّلام)] : «نعم ، يتوب الله عليك ويغفر لك ، ما اسمك؟».
قال : أنا الحرّ بن يزيد (١).
قال (ع) : «أنت الحرّ كما سمّتك اُمّك ، أنت الحرّ ـ إنْ شاء الله ـ في الدنيا والآخرة ، انزل».
قال : أنا لك فارساً خير منّي لك راجلاً ، أقاتلهم على فرسي ساعة وإلى النّزول ما يصير آخر أمري.
قال الحسين (عليه السّلام) : «فاصنع ما بدا لك».
فاستقدم أمام أصحابه ثمّ قال :
[خطبة الحرّ بن يزيد الرياحي]
أيّها القوم ، ألاَ تقبلون من حسين (ع) خصلة من هذه الخصال التي عُرضت عليكم ، فيعافيكم الله من حربه وقتاله؟
قالوا : هذا الأمير عمر بن سعد ، فكلّمه.
فكلّمه بمثل ما كلّمه به قبلُ ، وبمثل ما كلّم به أصحابه.
قال عمر [بن سعد] : قد حرصتُ ، لو وجدت إلى ذلك سبيلاً فعلتُ.
فقال : يا أهل الكوفة ، لاُمّكم الهُبل والعُبْر (٢) ، إذ دعوتموه حتّى إذا أتاكم أسلمتموه ، وزعمتم أنّكم قاتلوا أنفسكم دونه ، ثمّ عدوتم عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه ، وأحطتم به من كلّ جانب فمنعتموه التوجّه في بلاد الله
_________________
(١) فلعلّه كان شاكياً في السّلاح مطرقاً مطأطئاً من الخجل ؛ ولذلك لمْ يُعرف فسأله ، وإلاّ فقد كان يعرفه من قبلُ.
(٢) الهبل والعبر : بمعنى الهلاك والموت.