[بدء القتال]
وزحف عمر بن سعد نحوهم ، ثمّ نادى : يا ذويد ، (١) أدْنِ رايتك. فأدناها ، [فـ] ـوضع سهمه في كبد قوسه ثمّ رمى ، فقال : أشهدوا ، أنّي أوّل مَن رمى (٢).
فلمّا دنا عمر بن سعد ورمى بسهم ، ارتمى النّاس.
[ثمّ] خرج يسار مولى زياد بن أبي سفيان ، وسالم مولى عبيد الله بن زياد ، فقالا مَن يُبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم.
فوثب حبيب بن مظاهر ، وبُرير بن حُضير ، فقال لهما الحسين (عليه السّلام) : «اجلسا».
فقام عبد الله بن عمير الكلبي (٣) ، فقال : أبا عبد الله ـ رحمك الله ـ ائذن لي
_________________
(١) ذكره المفيد في الإرشاد : دُريد / ٢٣٣ ، ٢٣٦ ، ط النّجف.
(٢) عن الصقعب بن زهير ، وسليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ٥ / ٤٢٩. الإرشاد / ٢٣٦.
(٣) كان قد نزل الكوفة واتّخذ عند بئر الجعد من همدان داراً ، فرأى القوم يعرضون بالنّخيلة ليسرّحوا إلى الحسين (عليه السّلام) فسأل عنهم ، فقِيل له : يُسرّحون إلى الحسين بن فاطمة (عليهما السّلام) بنت رسول الله (صلّى الله عليه [وآله]). فقال : والله ، لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصاً ، وإنّي لأرجو أنْ لا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيّهم أيسر ثواباً ، عند الله من ثوابه إيّاي في جهاد المشركين.
وكانت معه امرأة ، يُقال لها : اُمّ وهب. فدخل إلى امرأته فأخبرها بما سمع وأعلمها بما يُريد.
فقالت : أصبت ، أصاب الله بك ، أرشد أمورك ، افعل وأخرجني معك.
فخرج بها ليلاً حتّى أتى حسيناً (عليه السّلام) فأقام معه ٥ / ٤٢٩.