ثم لم يذكره الشيخ في الرجال ولا في الفهرست إلاّ طريقاً لمَا يرويه من كتب أبي مِخْنف (١) ، ولعلّ السبب في ذلك يرجع إلى أنّ كتبه التي كانت تخصّ تاريخ الشيعة هي ما يرويه عن شيخه أبي مِخْنف ، وأمّا سائر كتبه ، فليس فيها ما يخصّ تاريخ الشيعة.
وقد نصّ كثير من علماء السير والتراجم من العامّة على علمه وحفظه تشيّعه ، قال ابن خلكان : كان واسع الرواية لأيّام النّاس وأخبارهم ، وكان أعلم النّاس بعلم الأنساب ، وكان من الحفّاظ المشاهير ، توفّي (٢٠٦ هـ) (٢).
وقال أبو أحمد بن عدي في كتابه الكامل : للكلبي أحاديث صالحة ، ورضوه في التفسير ، وهو معروف به ، بل ليس لأحد تفسير أطول منه ولا أشبع ، وهو يفضّل على مقاتل بن سليمان ؛ لمَا في مقاتل من المذاهب الرديئة ، وذكره ابن حبّان في الثقات (٣).
هذا المقتل المتداول :
تتداول الأيدي والمطابع في هذه العهود المتأخّرة كتاباً في مقتل الحسين
_________________
الباب ، والظاهر أنّه الصواب.
هذا وقد صرّح النّجاشي في كتابه في ترجمة الشيخ الكشّي يقول : كان ثقةً عيناً ... له كتاب الرجال ، كثير العلم ، وفيه أغلاط كثيرة ... صحب العيّاشي وأخذ عنه ، وروى عن الضعفاء / ٣٦٣. وقال في ترجمة العيّاشي : ثقة صدوق ، عين من عيون هذه الطائفة ، وكان في أوّل أمره عامّي المذهب ، ثمّ تبصّر وكان يروي عن الضعفاء كثيراً / ٢٤٧. فلعلّ الكشّي أخذ قوله هذا من العيّاشي ، وهو قال : بأنّ الكلبي من العامّة ؛ لكونه هو عاميّاً بادئ أمره ، وأنّ الكلبي كان مستوراً يعمل بالتقيّة كما ذكره الكشّي.
(١) ص / ١٥٥ ، ط النّجف.
(٢) وقد نقل الطبري ، عن الكلبي في تاريخه في ثلاثمئة وثلاثين مورداً ، ومع ذلك لمْ يتعرّض لترجمته في ذيل المذيّل ، وإنّما ذكر أباه / ١٠١ ، فقال : إنّ جدّه بشر بن عمرو الكلبي وبنيه السّائب ، وعبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل وصفّين مع علي (عليه السّلام).
(٣) لسان الميزان ٢ / ٣٥٩.