[مبأهلة بُرير ومقتله]
وخرج يزيد بن معقل [من عسكر عمر بن سعد] ، فقال :
يا بُرير بن حُضير (١) ، كيف ترى الله صنع بك؟
قال [بُرير] : صنع الله والله ، بي خيراً ، وصنع الله بك شرّاً.
قال [يزيد بن معقل] : كذبت وقبل اليوم ما كنت كذّاباً ، هل تذكر ـ وأنا أُماشيك في بني لوذان ـ وأنت تقول إنّ عثمان بن عفّان كان على نفسه مسرفاً ، وإنّ معاوية بن أبي سفيان ضالّ ، وإنّ إمام الهدى والحقّ علي بن أبي طالب (ع).
فقال له بُرير : أشهد أنّ هذا رأيي وقولي.
فقال له يزيد بن معقل : فإنّي أشهد أنّك من الضالّين.
فقال له بُرير بن حُضير : هل لك ، فلأباهلك (٢) ولندع الله أنْ يلعن الكاذب وأنْ يقتل المبطل ، ثمّ أخرج فلأ بارزك.
فخرجا فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه أنْ يلعن الكاذب ، وأن يقتل المحقّ المبطل.
ثمّ برز كلّ واحد منهما لصحابه فاختلفا ضربتين ، فضرب يزيد بن معقل بُرير بن حُضير ضربة خفيفةً لمْ تضرّه شيئاً ، وضربه بُرير بن حُضير ضربة قدّت المغفر وبلغت الدّماغ ، فخرّ كأنّما هوى من حالق [مرتفع] وإنّ سيف ابن حُضير لثابت في رأسه ، فكأنّي انظر إليه ينضنضه من رأسه (٣).
وحمل عليه رضيّ بن مُنقذ العبدي [من عسكر عمر بن سعد] فاعتنق
_________________
(١) مضت ترجمته من قبل في حوادث عشيّة التاسع من المحرم.
(٢) المبأهلة : الملاعنة ، بأنْ يدعو الله كلّ من الطرفين ، أنْ يلعن المبطل الظالم.
(٣) يُنضنضه : يُحرّكه.