ومُتّم على أعمالكم ـ أيّنا مرق من الدين؟ ومَن هو أولى بصلّي النّار؟»
ثمّ إنّ عمرو بن الحجّاج حمل على الحسين (عليه السّلام) في ميمنة عمر بن سعد من نحو الفرات ، فاضطربوا ساعةً.
فصرع [جماعة من أصحاب الحسين (عليه السّلام) منهم] :
[مسلم بن عوسجة] (١)
[قتله من أصحاب عمرو بن الحجّاج] عبد الرحمن البجلي ومسلم بن عبد الله الضَبّابي ، فنادى أصحاب عمرو بن الحجّاج : قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي. ثمّ انصرف عمرو بن الحجّاج وأصحابه وارتفعت الغبرة ، فإذا هم به صريع.
فمشى إليه الحسين (عليه السّلام) فإذا به رَمق ، فقال : (ع) «رحمك ربّك يا مسلم بن عوسجة : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (٢).
ودنا منه حبيب بن مظاهر ، فقال : عزّ عليّ مصرعك يا مسلم ، أبشر بالجنّة.
فقال له مسلم قولاً ضعيفاً : بشّرك الله بخير.
_________________
(١) جاء في هذا الخبر : فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي أوّل أصحاب الحسين (ع) ، بينما ذكر قبله مقتل : بُرير وعمرو بن قرظة بالمبارزة ، ثمّ توقيف المبارزة وبدء الحملات ، فهو أوّل مَن قُتل في الحملة الأولى. كان يُبايع لحسين (عليه السّلام) ومن طريقه دخل معقل على مسلم بن عقيل ٥ / ٣٦٢ ، وعقد له مسلم بن عقيل على ربع مذحج وأسد ٥ / ٣٦٩. وهو الذي قام بعد خطبة الإمام (عليه السّلام) ليلة عاشوراء ، فقال : أنحن نخلّي عنك ولما نعذر إلى الله في أداء حقك؟ أمَا والله ، حتّى أكسر في صدورهم رمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ، ولا أفارقك ، ولو لمْ يكن معي سلاح اقتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتّى أموت معك ٥ / ٤١٩.
وهو الذي استأذن الإمام (عليه السّلام) ليرمي شمراً ، وقال : يابن رسول الله جُعلت فداك ، ألاَ أرميه بسهم ؛ فإنّه من أعظم الجبّارين؟ فقال له الحسين (عليه السّلام) : «لا ترمه ؛ فإنّي أكره أنْ أبدأهم». ٥ / ٤٢٤.
ولا يُدرى كيف لحق بالحسين (عليه السّلام) من الكوفة ، فلمْ يذكر التاريخ شيئاً عنه.
(٢) سورة الأحزاب / ٢٣.