ويقول :
أقسم لو كنّا لكم أعدادا |
|
أو شطركم وليّتم أكتادا (١) |
يا شرّ قوم حسباً وآدا (٢)
وقاتل قتالاً شديداً ، فحمل عليه رجل من بني تميم ، يُقال له : بديل بن صُريم فطعنه ، فوقع فذهب ليقوم فضربه الحُصين بن تميم [التميمي] على رأسه بالسّيف ، فوقع ونزل إليه التميمي فاحتزّ رأسه (٣) و (٤).
ولمّا قُتل حبيب بن مظاهر هدّ ذلك حسيناً (ع) وقال : «احتسب نفسي وحماة أصحأبي».
[مقتل الحرّ بن يزيد الرياحي]
[وبرز الحرّ] فأخذ يرتجز ، ويقول :
_________________
(١) أكتادا : جماعات.
(٢) آدا : أصلاً.
(٣) حدّثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم ٥ / ٤٣٨ ـ ٤٣٩.
(٤) فقال له الحُصين : أبي لشريك في قتله. فقال الآخر : والله ، ما قتله غيري. فقال الحُصين : أعطنيه أعلّقه في عنق فرسي كيْما يرى النّاس ويعلموا أنّي شركت في قتله. ثمّ خُذه أنت بعد فامضِ به إلى عبيد الله بن زياد ، فلا حجّة لي فيما تعطاه على قتلك إيّاه. فأبى عليه فأصلح قومه فيما بينهما على هذا ، فدفع إليه رأس حبيب بن مظاهر ، فجال به في العسكر ـ قد علّقه في عنق فرسه ـ ، ثمّ دفعه بعد ذلك إليه. فلمّا رجعوا إلى الكوفة أخذ الآخر رأس حبيب فعلّقه في لبان فرسه ، فأقبل به إلى ابن زياد في القصر.
فبصر به القاسم بن حبيب بن مظاهر ، وهو يومئذٍ قد راهق فأقبل مع الفارس لا يُفارقه فارتاب به ، فقال : مالك يا بني ، تتبعني؟ قال : إنّ هذا الرأس الذي معك رأس أبي ، أفتعطينيه حتّى أدفنه؟ قال : يا بني ، لا يرضى الأمير أنْ يُدفن ، وأنا أُريد أنْ يُثيبني الأمير على قتله ثواباً حسناً. فقال له الغلام : لكنّ الله لا يُثيبك على ذلك إلاّ أسوأ الثواب ، أمََا والله ، لقد قتلت خيراً منك ، وبكى.
ولمّا غزا مصعب بن الزبير باجميرا ، دخل القاسم بن حبيب عسكر مصعب ، فوجد قاتل أبيه في فسطاط فدخل عليه نصف النّهار وهو قائل ، فضربه بالسّيف حتّى برد ٥ / ٤٤٠.