بدمائنا ، فالحمد لله الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه.
فقتله [رحمة الله عليه].
[الأخوان الغفاريّان]
فلمّا رأى أصحاب الحسين (عليه السّلام) أنّهم لا يقدرون على أنْ يمنعوا حسيناً (ع) ولا أنفسهم ، تنافسوا في أنْ يُقتلوا بين يديه.
فجاءه عبد الله وعبدالرحمن ابنا عزرة الغفاريّان ، فقالا :
يا أبا عبد الله ـ عليك السّلام ـ حازنا العدوّ إليك ، فأحببنا أنْ نُقتل بين يديك ، نمنعك وندفع عنك.
قال (عليه السّلام) : «مرحباً بكما ، أدْنيا منّي».
فَدَنيا منه. فجعلا يُقاتلان وأحدهما ، يقول :
قد علمت حقاً بنو غفار |
|
وخندف بعد بنينزار |
لنضربنّ معشر الفجار |
|
بكل عضب صارم بتّار |
يا قوم ذودوا عن بني الأحرار |
|
بالمشرّفي والقنا الخطّار |
[فقاتلا بين يديه قتالاً شديداً حتّى قُتلا رحمهما الله].
[الفتيان الجابريّان]
وجاء الفتيان الجابريّان : سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن عبد بن سريع ، وهما ابنا عمٍّ وأخوانِ لأمٍّ ، فأتيا حسيناً (ع) فدَنَيا منه ، وهما يبكيان.
فقال (عليه السّلام) : «أي ، ابني أخي ، ما يُبكيكما؟ فوالله ، أنا لأرجو أنْ تكونا قريري عين عن ساعة».
قالا : جعلنا الله فداك ، لا والله ، ما على أنفسنا نبكي ولكنّا نبكي عليك ، نراك قد أُحيط بك ولا نقدر على أنْ نمنعك.