فقال (عليه السّلام) : «فجزاكما الله ـ يا ابني أخي ـ بوجد كما من ذلك ومواساتكما إيّاي بأنفسكما ، أحسن جزاء المتّقين».
ثمّ استقدم الفتيان الجابريّان يلتفتان إلى حسين (عليه السّلام) ، ويقولان : السّلام عليك يابن رسول الله. فقال (ع) : «وعليكما السّلام ورحمة الله». فقاتلا حتّى قُتلا [رحمهما الله].
[مقتل حنظلة بن أسعد الشبامي]
وجاء حنظلة بن أسعد الشبامي ، فقام بين يدي حسين (عليه السّلام) : فأخذ ينادي : (يَا قَوْمِ إِنّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللّهُ يُريد ظُلْماً لِلْعِبَادِ * وَيَاقَوْمِ إِنّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التّنَادِ * يَوْمَ تُوَلّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (١). يا قوم لا تقتلوا حسيناً (ع) ، فيُسحتكم الله بعذاب : (وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى) (٢).
فقال له حسين (عليه السّلام) : «يابن أسعد ـ رحمك الله! ـ إنّهم قد استوجبوا العذاب حيث ردّوا عليك ما دعوتهم إليه من الحقّ ، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك ، فكيف بهم الآن وقد قتلوا أخوانك الصالحين؟».
قال : صدقت ، جُعلت فداك! أنت أفقه منّي وأحقّ بذلك ، أفلا نروح إلى الآخرة ونلحق بإخواننا؟
فقال (ع) : «رُح إلى خير من الدّنيا وما فيها ، وإلى مُلك لا يُبلى».
فقال : السّلام عليك أبا عبد الله ، صلّى الله عليك وعلى أهل بيتك ،
_________________
(١) سورة غافر / ٣٠ ـ ٣٣.
(٢) سورة طه / ٦١.