فقاتل [معه]. وكان رجزه يومئذٍ :
أنا يزيد وأبي مهاصر |
|
أشجع من ليث بغيل خادر (١) |
يا ربّ اني للحسين ناصر |
|
ولابن سعد تارك وهاجر (٢) |
وكان رامياً ، [فـ] ـجثا على ركبته بين يدي الحسين (عليه السّلام) ، فرمى بمئة سهم ما سقط منها إلاّ خمسة أسهم. فكلّما رمى ، قال : أنا ابن بهدلة ، فرسان العرجلة. ويقول حسين (عليه السّلام) : «اللهمّ ، سدّد رميته ، واجعل ثوابه الجنّة». [ثمّ] قاتل حتّى قُتل [رحمة الله عليه].
[الرجال الاربعة]
[الرجال الأربعة الذين جاؤوا مع الطرمّاح بن عدي إلى الحسين (عليه السّلام) ، وهم] : جابر بن الحارث السّلماني ومجمّع بن عبد الله العائذي (٣) ، وعمر بن خالد الصيدأوي وسعد مولى عمر بن خالد ، فشدّوا مُقدمين بأسيافهم على النّاس ، فلمّا وغلوا ، عطف عليهم النّاس يحوزونهم وقطعوهم من أصحابهم ،
_________________
(١) الغيل : الشجر الكثير الملتف. وخادر ، أي : نائم.
(٢) هذه رواية فضيل بن خديج الكندي ، ولعلّه استنتج تركه وهجره لابن سعد ونصرته للإمام (عليه السّلام) بعد ردّ الشروط عليه من رجزه هذا. وقد سبقت رواية عبد الرحمن بن جندب عن عقبة بن سمعان : أنّ رسول ابن زياد بكتابه إلى الحرّ في كربلاء ، كان المالك بن النّسير البَدّيّ الكندي. فقال له يزيد بن زياد : ثكلتك اُمّك! ماذا جئت فيه؟ قال : وما جئت فيه ، أطعت إمامي ووفيت ببيعتي. فقال له أبو الشعثاء : عصيت ربك وأطعت إمامك في هلاك نفسك ، كسبت العار والنّار ، قال الله عزوجل : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَدْعُونَ إلى النّار وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ) [القصص / ٤١]. فهو إمامك ٥ / ٤٠٨. فهذه الرواية : تدلّ على كونه مع الإمام (عليه السّلام) قبل نزوله بكربلاء ، بل قبل لقائه بالحرّ (ره). والطبري وأبو مِخْنَف ، لم يلتفتا لذلك.
(٣) هو الذي قال للحسين (عليه السّلام) : أمّا أشراف النّاس ، فقد أُعظمت رشوتهم ومُلئت غرائزهم ، يُستمال ودّهم ويستخلص به نصيحتهم ، فهم ألب واحدٍ عليك ؛ وأمّا سائر النّاس ـ بعد ـ ، فإنّ أفئدتهم تهوي إليك وسيوفهم غداً مشهورة عليك ٥ / ٤٠٥.