آثام العرب إنْ مرّ بي بفعل مثل ما كان يفعل ، إنْ لمْ أثكله أباه. فمرّ يشدّ على النّاس بسيفه ، فاعترضه مرّة بن مُنقذ ، فطعنه فصرع ، واحتواه النّاس فقطّعوه بأسيافهم (١) و (٢).
[فجاءه] الحسين (عليه السّلام) يقول : «قتل الله قوماً قتلوك يا بنيّ ، ما أجرأهم على الرّحمن ، وعلى انتهاك حرمة الرسول ، على الدّنيا بعدك العفاء».
وخرجت امرأة مسرعة تنادي : يا أُخيّاه! ويابن أُخيّاه! فجاءت حتّى كبّت عليه. فجاءها الحسين (عليه السّلام) فأخذ بيدها فرّدها إلى الفسطاط ، وأقبل [على] فتيانه ، فقال : «احملوا أخاكم». فحملوه من مصرعه حتّى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يُقاتلون أمامه (٣).
[القاسم بن الحسن (عليه السّلام)]
قال حميد بن مسلم : خرج إلينا غلام كأنّ وجهه شقه قمر ، في يده السّيف عليه قميص وإزار ونعلان ، قد انقطع شِسع أحدهما ـ ما أنسى أنّها اليسرى ـ.
_________________
وأخذ راية عبد القيس من أبيه فكانت معه ٤ / ٥٢٢. وفي سنة (٦٦ هـ) ، بعث المختار إليه عبد الله بن كامل الشاكري فأحاط بداره ، فخرج وبيده الرمح وهو على فرس جواد ، فضربه ابن كامل بالسّيف فاتّقاه بيده اليسرى فأصابها وأفلت ، ولحق بمصعب بن الزبير وقد شلّت يده ٦ / ٦٤.
(١) حدّثني هير بن عبد الرحمن بن زهير الخثعمي ، قال ٥ / ٤٤٦. وأبو الفرج عن أبي مِخْنَف عن زهير بن عبد الله الخثعمي / ٧٦. وروى بسند آخر : لمّا برز علي بن الحسين إليهم أرخى الحسين (صلوات الله عليه) عينيه فبكى ، ثمّ قال : «اللهمّ ، كن أنت الشهيد عليهم ، فقد برز إليهم غلام أشبه الخلق برسول الله (صلّى الله عليه وآله)».
(٢) وروى أبو الفرج ، أنّه نادى : يا أبتاه! عليك السّلام ، هذا جدّى رسول الله يقرئك السّلام ، ويقول : عجّل القدوم إلينا. ثمّ شهق شهقةً وفارق الدنيا / ٧٧.
(٣) حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم الأزدي ، قال ٥ / ٤٤٦. وأبو الفرج بنفس السّند / ٧٦ ـ ٧٧.